اعتبر كبير قساوسة جورجيا الاب “مالخاص سونكولاشفيلي” أن تجربة السير من النجف إلى كربلاء في ضمن مسيرة الأربعين هي أعمق تجربة معنوية خاضها في حياته، معتبراً مضي العالم نحو أفضل طريق له إعجاز أربعيني.
وتحدث الأب سونكولاشفيلي خلال استضافته من قبل جامعة الامام الصادق (عليه السلام) في العاصمة طهران، الثلاثاء، في ندوة حملت عنوان “الحسين (ع) في الفكر المسيحي” عن تجربته السنوية في المشاركة بمسيرة الأربعين الحسيني.
وأعرب الاب “مالخاص سونكولاشفيلي” عن سعادته لحضور هذه الندوة التي يجتمع فيها محبي الحسين (عليه السلام)، مضيفا بالقول، أنا مسيحي واتبع السيد المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)، ولكني اعتقد أن الحسين (عليه السلام) الهمني الكثير من الدورس، فلا يمكننا الوقوف صامتين أمام الظلم وعدم العدل. لو إننا في الحقيقة عشاق الحسين (عليه السلام)، أو نريد أن نكون عشاقه وأنصاره علينا أن نقف في وجه الكراهية والحقد والفتنة، لذلك أنا أؤمن أن الدين يمكن أن يمضي بنا نحو حياة مسالمة نحو العفو والصفح، لكنها العفو لا يكفي يجب علينا أن نصل إلى السلام والانسجام.
وأردف الاب “مالخاص سونكولاشفيلي” أن من يحمل طفلاً صغيراً عمره ستة أشهر يطلب منه الماء وبدل أن يسقيه يقتله لا يمكن أن يكون شخصاً سوى الشيطان، لافتا الى ان الإمام الحسين (عليه السلام) أمر الأقوياء بمساعدة الضعفاء، ولذلك أرى أن سيرته مهمة جداً لنا هذه الأيام.
وتابع القس الجوروي قائلاً: تجربة المسير من النجف إلى كربلاء هي أعمق تجربة معنوية قمت بها في حياتي، واصفا تأثير الأربعين بأنه كالمعجزة، متابعا لقد مضيت في المسير وأنا ارتدي هذا الزي (الثوب الكنسي)، وجميع الناس المشاركين في مسيرة الأربعين تعاملوا معي بلطف وكأني واحد منهم.
وبين ان هذا التعامل اللطيف المليء بالمحبة والصداقة كان بالنسبة ليّ فخر عظيم، حيث شاركني الجميع بما كانوا يملكون واحترم جداً حسن الضيافة والمحبة التي تحملها مسيرة الأربعين بكل أبعادها.
وتسائل الاب “مالخاص سونكولاشفيلي” اذا كان البشر يمكن أن يكونوا لطفاء مع بعضهم الآخر في المسير من النجف إلى كربلاء فلماذا لا يكونون هكذا من طهران إلى تفليس؟.
هذا واعرب القس الجوروي في نهاية حديثه عن امتنانه لکل من یساهم في إحياء هذه الذكرى السنوية ونجاحها لتثبيت القيم والعبر التي تحملها ملحمة عاشوراء.