عند البحث في اجتماعات “بريكس” تبرز مسألة العملة الموحدة المستقلة عن الدولار، وهي وإن كانت بعيدة التحقق إلا أنها موضوع دسم يفتح المخيلة للتساؤل عن شكلها واسمها ومواد صنعها، و ربما يجرّك البحث عن العملات التي تحمل أسماء عربية خالصة غير معربة عن الأجنبية، و العملات التي تحمل استقلالاً ثقافياً أو لغوياً عن سيطرة أميركا، فتجد خلال بحثك عملة “الفلس”، أو عملات اليمن القديم المسمّاة “بَلط”، أو غيرها.
و يأخذك التاريخ أكثر لتكتشف أن كلمة “شيكل” التي تستخدم لعملية الكيان الصهيوني اليوم هي مستمدّة من كلمة “ثقل” العربية، فما هو الثقل، وما هو المثقال؟!
المثقال: مكيال للوزن يساوي 72 حبة من حبات الشعير، وهناك مكيال “الكُر” وهو 720 صاعاً (72 × 10) وهناك الفلس؛ وهو 1/72 من الحبة.
وهل ثمة ترابط بين هذه الأوزان والمكاييل؟ أم أنها مجرد أسماء مبعثرة؟
ولماذا يستعمل دائما العدد 72 أو مضاعفاته، أو أجزائه، مثل 24 أو 36 أو 6 أو 12؟
ولماذا يتكون اليوم من 24 ساعة، وليس 20 أو30 ساعة؟ ولماذا تتكون السنة من 12 شهراً وليس 10 شهور؟
السر في كل ذلك؛ النظام المستعمل في الحساب، وكيفية استخدام أصابع اليد في العدّ، حيث كان يوجد في العالم القديم نظامين أساسيين؛ النظام العُشري، والنظام الإثنا عشري، فالنظام العُشري يعتمد على العدد 10 و100 و أجزائهما، ومضاعفاتهما، حيث المتر 100 سم، والسنتيمتر 10 مليمتر.
⭐ عند البحث في اجتماعات “بريكس” تبرز مسألة العملة الموحدة المستقلة عن الدولار، وهي وإن كانت بعيدة التحقق إلا أنها موضوع دسم يفتح المخيلة للتساؤل عن شكلها واسمها ومواد صنعها
أما النظام الذي كان يعتمده أجدادنا فهو النظام الإثناعشري، حيث استخدم العدد 12 ومضاعفاته حتى وصل إلى العدد 72 فجعله مرتكزاً لعمليات الحساب والوزن والكيل.
ومن مميزات العدد 72 أنه يقبل القسمة على معظم الأعداد الأولية بينما العدد 100 الذي هو مرتكز النظام العشري لا يقبل القسمة إلا على 1 و4 و5 و10 بدون باقي.
أما العدد 72 فله نصف صحيح، وثلث، و ربع، وسدس، وثُمن، وتُسع، صحيح، بينما الـ 100 فقط ربعها ونصفها وخمسها صحيح.
النظام الموجود اليوم في بلادنا يتردد بين النظام العُشري والإثناعشري، ففي بعض الأمور نستعمل هذا ونستعمل ذاك مع البعض الآخر.
أما بالنسبة لتقسيم الشهر لأربعة أسابيع والأسبوع لسبعة أيام فهو تقسيم يعود الى زمن البابليين، ولا علاقة له بأي من أنظمة الحساب، و يقال أنه اعتمد على أسماء الكواكب السبعة المكتشفة آنذاك.
و ربما كان الشهر مقسم 5 أقسام كل ستة أيام قسم، فيكون الإسبوع 6 أيام، لأن الرقم 6 تابع للنظام الإثناعشري وعندها تكون العلاقة صحيحة وتامة.
وعندها علينا أن نبحث متى تم إضافة يوم السبت؟ ربما تمت إضافته كيوم سابع بعد السبي البابلي لليهود حيث اليهود يقدسون يوم السبت، والرقم 7 كثيراً وهو يوم عطلة عندهم، وذلك بإعتقادهم أن الله خلق السموات والأرض في 6 أيام ثم أخذ استراحة في اليوم السابع والخلق في 6 أيام مذكور في القرآن الكريم؛ لكن لم يذكر اليوم السابع.