الهدى – قم المقدسة ..
قال نائب أمين عام جمعية العمل الإسلامي “أمل”، في البحرين، سماحة الشيخ عبدالله الصالح ان ما نشاهده اليوم على شاشات التلفاز وفي سوح القتال هو نصرٌ لا شك فيه، لكنه بثمن غالٍ وكلفةٍ عالية طبعاً، لكنها ضريبة التحرير والعزة والكرامة، وهي كلفة لابد من دفعها، وهذا هو تاريخنا.
واضاف الشيخ الصالح في ندوة “طوفان الاقصى” التي أقامها المكتب الثقافي لكـتائب حـزب الله، في قم المقدسة وحضرها مجموعة من العلماء والباحثين والمجاهدين، ان ما قامت به حماس يوم السبت الماضي عملٌ غير مسبوق أبداً، وهو يمثل هزيمةٌ كبيرة ليس لها مثيل، هزيمة غطت على كل المعارك الفاصلة السابقة مع العدو، اكتوبر ١٩٧٣م، وحتى حرب تحرير لبنان 2006م، لافتا الى ان قادة المستوى السياسي والإعلامي الصهيوني يتفقون على أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر 2023م لم يحصل من قبل.
واشار الى ان حماس أنهت المنظومة الأمنية “الإستخبارية والعسكرية” الصهيونية، وحطمتها وأذابتها كالملح، ومثل ذلك لم يحصل ذلك في كيانهم سابقاً، ولا مجال للإصلاح والترميم.
وبين ان هذا القتل الوحشي والتدمير الشامل، وهذه الهرولة والإسراع لدعم الكيان الغاصب من موجديه وداعميه، وكما صرح رئيس أمريكا “بايدن” بعجرفة ليس لها سابقة: ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بما تراه، كذلك ما قاله وزير خارجية امريكا بلينكن وبتفاخر أنه لم يأتي لإسرائيل كوزير خارجية أمريكا، بل كيهودي، وايضا ما أكده وزير دفاع بايدن، وما اعلنته 4 دول أوروبية هي بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا من إنحيازها الكامل لأسرائيلن كل ذلك لا دبلوماسية، ولا مجاملات، ولا توريات، ولا شيء، إنه هول الصدمة وفداحة الهزيمة.
وتابع ان ما حصل، زلزال ليس له مثيل، وانتصار كبير غير متوقع، كانوا يتوقعون المعركة من الشمال ومن خارج إسرائيل ففوجئوا بالهجوم من الجنوب ومن غزة، غزة المحاصرة 18 عام (من 2005م) تقوم بهجوم انهارت معه استخبارات إسرائيل التي تعتبر من أقوى الأجهزة العالمية وأمهرها، وكل خطوط الدفاع الصهيونية المعقدة، وقوات جيش الصهاينة المعروف بالجيش الذي لا يقهر.
ولفت الى ان ما يحصل هو “يومٌ من أيام يقظة الأمة، مثل جميع المعارك الخالدة الظافرة التي سطرت تاريخ الأمة العزيز، أمتنا أمةٌ منتصرة، فعدونا واحد، ومصيرنا مشترك لا نستطيع الإنفكاك عنه، وهناك وعد الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة بالنصر.
وقال الشيخ الصالح ان “القضية الفلسطينية كشفت عن نهضة الأمة الإسلامية من جهة، وسوءات العالم الغربي من جهةٍ أخرى، وهي تكشف عن نهضةٍ حقيقيةٍ للأمة الإسلامية ويقظتها واعتماد ثقافتها على بصائر الوحي، مبينا ان الأمة لا تزال بخيرٍ ما دامت متمسكةً بأهداف الرسالة الإسلامية وبصائر الدين الحنيف، ونبذ الأفكار الخاطئة الدخيلة، وأن وعد الله بنصرة المؤمنين وعدٌ لا خلف فيه، وتاريخ الأمة حافلٌ بنصر الله لعباده.