الهدى – وكالات ..
أصدرت ثلاث مؤسسات حقوقية عالمية، اليوم الثلاثاء، بياناً مشتركاً حول التطورات الأخيرة في أفغانستان، آخرها تصاعد ضحايا الزلزال المدمّر في هرات، وتعرض المصلين الشيعة لاعتداء إرهابي استهدف مسجداً لهم في مركز محافظة بغلان شماليّ البلاد.
وقالت المؤسسات في بيانها إن “مؤسسة “باميان” الأفغانية ناشدتنا كي تكون كما عهدتها صوتاً للشعب الأفغانيّ المظلوم بشكل عامّ وللشيعة والهزارة المضطهدين بشكل خاصّ، لتعكس آلامهم وتنشر مظلوميّتهم في المحافل الدولية”.
وتابعت بأن هذه المناشدة تأتي “في أعقاب الاعتداء الإرهابيّ الذي استهدف المصلين الشيعة أثناء تأدية صلاة الجمعة بمسجد في مركز محافظة “بغلان” شمالي أفغانستان، ظهر الجمعة 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وبعد مرور أكثر من أسبوع على الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة “هرات” يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وخلّف حوالي 3000 قتيل وأكثر من 10000 جريح”.
وبينت بأن “ما جرى كان وسط تجاهل عالميٍّ مؤسف لتلك الكارثة ومعاناة الشعب الأفغانيّ لا سيّما المسلمين الشيعة هناك نتيجة انشغال العالم بأزمة الشرق الأوسط”.
وأكدت المؤسسات الثلاث في بيانها “التزامها برسالتها الإنسانية والدينية والأخلاقية تجاه أبناء الشعب الأفغانيّ الصابر ولا سيما أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من أبناء المسلمين الشيعة من الهزارة وغيرهم هناك”.
ودعت المرجعيات الدينية والجهات الدولية الرسمية والأهلية والمنظمات الإنسانية كافة “للمبادرة بشكل عاجل لمدّ يد العون والمساندة وإرسال المساعدات لمنكوبي الزلزال الأخير الذي ضرب “هرات”.
كما أدانت واستنكرت بأشدّ العبارات “التفجير الإرهابيّ الأخير الذي ضرب المسجد الذي يؤمّه المسلمين الشيعة في مركز محافظة “بغلان” الأفغانية”، محملة حركة طالبان “المسؤولية كاملةً؛ باعتبارها سلطة الأمر الواقع التي تقع على عاتقها مسؤولية الحفاظ على أرواح المدنيين وأموالهم وأعراضهم”.
وشددت المؤسسات في بيانها بأن “أي تقاعس من جانبها يجعلها في دائرة الاتهام قصوراً أو تقصيراً، ولا سيما أن ذلك الاعتداء الإرهابيّ يأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي اشتدت وتيرتها ضدّ الشيعة بشكل عام والهزارة بشكل خاص منذ وصول زمرة “طالبان” للحكم منذ عامين”.
ولفتت إلى أن “التقارير تشير إلى استشهاد وجرح 700 مدني على الأقلّ من الهزارة الشيعة نتيجة الاعتداءات الإرهابية خلال سنتين من حكم طالبان، فضلاً عن ترك حوالي مليوني شخص من الهزارة البلاد خلال العامين الأخيرين خوفاً من بطش طالبان، ناهيك عن وصول تقارير مقلقة تشير إلى تهاون سلطة “طالبان” وعجزها إزاء معالجة آثار كارثة الزلزال الأخير.
الى ذلك أدان مجلس الأمن الدولي بشدة “الهجوم الإرهـابي الشنيع” الذي شنه تنظيم داعش الارهابي، يوم الجمعة الماضي، على مسجد في بول خمري، عاصمة مقاطعة بغلان في شمال أفغانستان، مؤكدا من جديد ضرورة قيام جميع الدول “بمكافحة التهديدات التي يتعرض لها المجتمع الدولي بكل الوسائل”.
وقال أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان لهم، إن “الإرهـاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن في أفغانستان، وكذلك في العالم”.
وأضاف البيان أن “أعضاء مجلس الأمن أكدوا مجدداً أن أي أعمال إرهـابية تعتبر إجرامية وغير مبررة، بغض النظر عن دوافعها ومكان ارتكابها وزمانها وأياً كان مرتكبها”.
وشدد البيان أَيضاً على ضرورة محاسبة منفذي ومنظمي وممولي ورعاة هذه الأعمال الإرهـابية وتقديمهم للعدالة، داعياً جميع الدول، وفقًا لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي والقرارات ذات الصلة لمجلس الأمن، على التعاون بنشاط مع جميع السلطات ذات الصلة في هذا الصدد.
وجاء في تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر في مايو الماضي أن تنظيم “داعش” الإرهابي يسعى إلى “إثارة نعرات طائفية وزعزعة استقرار المنطقة”، وقد نفّذ منذ العام 2022 أكثر من 190 هجوماً انتحارياً أدت إلى إصابة أو مقتل نحو 1300 شخص.