تربیة و تعلیم

الاهتمامات الإضافية طريقك لتحسين الصحة النفسية

يمكننا ان نحدد شخصية الانسان بمعرفة اهتماماته، فالانسان ولو عاش عشرات السنين ولا يدري ماحقيقة ذاته لا تكتمل رؤيته لنفسه، إلا حين يحدد اهتماماته التي تناسب إمكاناته وقدراته وتوصله في النهاية الى اهدافه، فالاهتمام الذي لا يوصل الى هدف هو مضيعة للوقت والجهد المادي والفكري، فماهي الاهتمامات؟

 وماهي اهميتها بالنسبة للانسان؟

 وماهي مردواتها الايجابية عليه؟

 وما الفرق بينها وبين الهوايات؟

  • تعريف الاهتمامات:

بالامكان تعريف الاهتمامات على انها حب الفرد وانجذابه نحو عمل أو نشاط ما واستعداده لبذل أقصى الجهد والاستمرار فيه لأطول فترة ممكنة لتحقيق الرضا عن النفس بعد تحقيق الاهداف التي يضعها لنفسه بمنطقية وتعقل وتأني.

⭐ الاهتمام الذي لا يوصل الى هدف هو مضيعة للوقت والجهد المادي والفكري

و لا يشترط في الاهتمامات ان تكون مشابهة لتخصص الانسان الاكاديمي او العملي فقد تكون حاصل على شهادة في احد اقسام الهندسة ولديك اهتمام في التصميم والاخراج الطباعي، كما الحال  بالنسبة لاحد اصدقائي الذي يجيد العمل في الاثنين بصورة متوازية وقد يكون مبدعاً في مجال اهتمامه اكثر من مجال دراسته، كون التخصص قد يفرض على الانسان احيانا بينما الاهتمام هو من يختاره بحرية تامة.

  • رأي علم النفس:

يرى علم النفس أن “الأفراد يحظون بمهارات شخصية من خلال مزيج من العوامل الوراثية والبيئة المحيطة، بالعادة اختيارهم لمجال العمل أو الدراسة يكون نابعا من هذا المزيج، وهذه الاهتمامات ومهاراتها يعمل الآباء والافراد انفسهم على تطويرها وتنميتها منذ مراحل مبكرة من حياتهم عبر التعزيز الإيجابي أو السلبي، كما أن الأفراد أنفسهم يسعون للحصول على القدرات أو المهارات أو القيم التي تدعم اهتماماتهم، فالاهتمامات بدون مهارات تبقى كالسيارة بدون دواليب لا يمكن لها ان تسير ولو سنتمتر واحد.

⭐ لا يشترط في الاهتمامات ان تكون مشابهة لتخصص الانسان الاكاديمي او العملي فقد تكون حاصل على شهادة في احد اقسام الهندسة ولديك اهتمام في التصميم والاخراج الطباعي

  • ما الفرق بين الاهتمام والهواية؟

لابد من التفريق بين الاهتمام والهواية منعاً لاستمرار اللبس بين المفهومين، فالاهتمام هو الرغبة في معرفة عن شيء معين والبحث في مكنوناته، اما الهواية فهو ممارسة السلوكية التي ترتبط بالاهتمام، على سبيل المثال ان يكون  لديك حب لمعرفة ما وراء عمل مذيعي الاخبار فيستمر بحثك عن الامور التي تخص عملهم هذا اهتمام، اما تدربك على محاولة مسك ورقة والقيام بذياع الاخبار فهذه هواية.

  • ماذا وراء الاهتمامات؟

عدة دوافع تمكن وراء تكون الاهتمامات الانسانية اهمها:

  1. ما يدور في محيطنا الاجتماعي والمادي وتغيير المهارات بشكل مستمر دافع مهم لاهتمام الانسان بموضوع ما، فالمواضيع التي تدور في محيطنا عرضة للدخول في دائرة اهتمامنا، فلو كان أصدقاؤنا يعملون في مجال الطيران مثلًا لاهتممنا به أيضا حتى نشاركهم في حواراتهم وهذه ليست قاعدة عامة لكنها احدى الدوافع المهمة التي تولد الاهتمام.
  2. الدافع الاخر المكوّن للاهتمام هو الحاجة التي تدفع الكثير من الناس سيما الرجال الى تركيز اهتمامهم على مجال عمل معين، وإن لم يكن يوافق تخصاصاتهم او ربما رغباتهم ايضاً لكنهم يجدون انفسهم مجبريين على العمل في المجالى هذا او ذاك لتوفير لقمة العيش.
  3. هناك دافع ذاتي غير الدوافع التي ذكرناها وهي ان الفرد يجد نفسه في تخصص معين لكن لم تسعفه الظروف على تحقيق ذلك وبعد حين يعود ليهتم ويمارس هواية ارضاء لذاته وتحقيقاً لها.
  • العائدات الايجابية للاهتمامات على الانسان:

من العائدات الايجابية على الانسان حين يهتم بمجال ويمارس هوايته بموجبه ومن اهم هذه العائدات:

  1.  انها تحسن من صحته النفسية نتيجة الحصول على مستوى من الرضا الذاتي، فممارسة الهوايات تؤدي إلى حدوث تفاعلات كيميائية في الدماغ تعزز اليقظة الذهنية والتركيز وبالتالي بلوغ الغايات.
  2. وحين يمارس الانسان هوايته المنبثقة من الاهتمام حتماً سيساعد ذلك تهدئة العقل والاستمتاع، وبالتالي تساعد على التفكير بصورة أفضل ومن ثم تحسن الإبداع وتحافظ عليه أي تمنحه الطاقة الازمة للاستمرار مما يوفر له دخلا اضافياً وسلاحاً آخراً يواجه به معارك الحياة ومصاعبها المتواصلة، والتي تنهك الانسان إن لم يملك ما يقوّيه في مواجتها، وهذه العائدات حتماً انها تجعل الانسان يفكّر في التمسك باهتماماته وتحقيق الرفاهية بها.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا