الهدى – خاص ..
نال الباحث السيد سجاد المدرسي شهادة الماجستير بدرجة الامتياز، عن رسالته التي ناقشتها كلية العلوم الإسلامية بجامعة كربلاء، والتي تناولت نظرية القيم عند الامامية وأثرها في استنباط الاحكام الفقهية، لدى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله.
واشار الباحث السيد المدرسي في رسالته التي حملت عنوان: (نظرية القيَم عند الإمامية وأثرها في إستنباط الأحكام الفقهية، السيد محمد تقي المدرسي اختياراً) الى انه “لا يخفى على الدارس للفكر الإنساني، أن لكل حقلٍ معرفي من المعارف الإنسانية خلفياتٌ مؤسسة، تتمثل بقيمٍ سامية، يُقصَد تحقيقها من خلال ذلك الحقل المعرفي، فلا يوجد حقلٌ معرفيٌ إلا ويصبو لتحقيق قيمٍ خاصةٍ به، فعلم الإخلاق مثلاً يسعى لتحقيق قيمٍ أخلاقيةٍ سامية، والقانون هو الآخر كذلك يتحرك لتحقيق قيم القانون ومبادئه، وهكذا كانت القيم هي المنطلق الأساس لكل علمٍ ومن دونه لما كان لذلك لعلم وجودٌ نافع، ودراسة أي علمٍ بمنأى عن تلك القيَم يؤدي إلى تحوّلها إلى عملية غير منضبطة”.
وبين ان “التشريع الإسلامي ليس ببعيدٍ عن هذا الأمر أيضاً، لاسيما مع وجود نصوصٍ قرآنية تشير إلى غايات سامية تمثّل القيمة النهائية للاحكام التي شرّعها الله سبحانه على عباده”.
وبحسب الباحث فان “أهمية هذا الموضوع، تظهر في مكانته في علم الأصول، حيث أنّ البحث عن القيَم في التشريع الإسلامي، والتنظير لمحوريتها والتأسيس المنهجي لدورها في عملية الإستنباط، يسهم في فتح آفاق فقهية للفقهاء، للوصول إلى الأحكام الفقهية الفرعية، سواءً فيما كان فيه نصٌ خاص، وذلك لمعرفة الحِكمة وراء الحُكم من جهة، ومعرفة موقعية الفرع في منظومة التشريعات الإلهية من جهةٍ أخرى، أو فيما لم يرد فيه نصٌ خاص ولم تشمله قاعدةٌ فقهية، ولا سيّما في مسائل الفقه المعاصر، حيث تستجد المسائل الفقهية بوتيرةٍ متصاعدة، نظراً لتطوّر الموضوعات أو طروّ موضوعاتٍ جديدة”.
وتابع ان أبرز أسباب اختياره لهذا الموضوع، هو “تحقيق رغبةٍ شخصيةٍ لفهم أبعاد هذه النظرية، وتعريفها لرفد المكتبة الإسلامية بها، والمساهمة في ترجمة النظرية إلى منهجٍ عمليٍ لإستنباط الأحكام الفقهية الفرعية”.
واضاف ان الصعوبات التي واجهته في هذا البحث تتلخص بحداثة هذه النظرية، والذي يعني بطبيعة الحال قلّة المصادر التي ناقشت هذه النظرية، عرضاً أو نقداً او تطبيقاً، لافتا الى ان من الصعوبات التي واجهته كانت في إيجاد الآثار الفقهية الفرعية وفق هذه النظرية.
وبين انه لم يعثر في تتبعه وسؤاله لاساتذته وذوي الإختصاص، على دراساتٍ مستقلةٍ سابقة تخص هذا العنوان، باستثناء الإشارة إلى أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ” مقاصد الشريعة في الفكر الاصولي الشيعي: السيد المدرسي نموذجاً” باللغة الانجليزية للدكتور حسن البلوشي المقدمة الى جامعة اكستر البريطانية، والتي انصبّ البحث فيها في التأصيل النظري لنظرية المقاصد في الفكر الأصولي الشيعي.
وفي ختام كلمته وجه السيد سجاد المدرسي شكره وجميل امتنانه إلى عمادة كلية العلوم الإسلامية، متمثلةً بعميدها ( الاستاذ الدكتور ضرغام كريم كاظم)، المعاون العلمي ( الأستاذ الدكتور مسلم مالك الأسدي) والمعاون الإداري ( الاستاذ الدكتور محمد حسين عبود)، وإلى رئاسة قسم الدراسات القرآنية و(الاستاذ المساعد الدكتور محمد ناظم) المشرف على الرسالة.
كما قدم شكره الى جميع الأساتذة والعاملين في هذه الكلية لما قدموه ويقدمونه من جهود مباركة لطلبة الدراسات العليا تعليماً وتوجيهاً وتقديماً للمعونة والمساعدة، شاكراً ايضا كل من اعانه في هذا البحث، من إرشادٍ إلى فكرةٍ أو إشارةٍ إلى مصدرٍ أو تصويب خطأ، ولا سيّما الدكتور الشيخ إبراهيم الأشتر، والدكتور السيد ستار الصخي، الذي كان نعم العون في إكمال البحث.