الهدى – وكالات ..
منذ أسبوعين، وسجون البحرين تعيش على صفيح ساخن، مع استمرار معركة الأمعاء الخاوية لمعتقلي الرأيّ، رفضاً لسياسة الحرمان من الحقوق التي يمارها النظام الحاكم.
وباتت المعركة محلّ اهتمام المحطات الإعلاميّة والمواقع الإخباريّة، عربيّا ودولياً، والتي تابعت عن كثب قضية “لنا حق”، وسلّطت الضوء على الزخم الشعبيّ المتضامن مع السجناء.
ونقلت الـ”بي بي سي” أخبار المعتقلين السياسيين في البحرين تباعاً مع استمرار إضرابهم عن الطعام.
وقالت ان الإضراب يأتي اعتراضا على ما يصفه السجناء بظروف “الاحتجاز القاسية” الممتدة لثلاث وعشرين ساعة في اليوم، إذ قالوا إنه لا يحق لهم الخروج خارج الزنزانة سوى لساعة واحدة في اليوم.
وبينت الوكالة ان مواقع على وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت تسجيلات صوتية نُسبت إلى سجناء سياسيين في مركز الإصلاح والتأهيل البحريني، طالبوا فيها السلطات البحرينية بوضع حد لعزل البعض، وبعدم جمعهم مع سجناء جنائيين، لأن في ذلك مخالفة لتصنيفهم.
صحيفة ذا غارديان البريطانيّة، بدورها، تحدثت في تقرير لها عن اضراب السجناء بسبب ظروف احتجازهم السيئة مشيرة إلى أن الأعداد في تزايد مستمر.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن ما لا يقلّ عن 500 سجين في البحرين بدأوا إضراباً عن الطعام في سجن جو منذ السابع هذا الشهر، بسبب ظروف احتجازهم، وسوء المعاملة التي يتلقونها، مشيرة إلى أن الأعداد في تزايد مستمر.
وقال الناشط البحريني، سيد الوداعي، من معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد)، بحسب الصحيفة، وهو نزيل سابق في هذا السجن إنه “ربما تكون هذه واحدة من أقوى الإضرابات التي حدثت داخل السجون البحرينية”.
وتطرّق إلى قضية سجناء الرأي، موقع ميديل إيست مونيتور، قائلاً: إنّ إضراب السجناء عن الطعام، يعدّ أكبر مظاهرة داخل سجون البحرين، وسط استمرار احتجاز السلطات لسجناء الرأي.
بدورها لفتت قناة الجزيرة القطريّة، إلى التضامن الإلكترونيّ والميدانيّ مع السّجناء البحرينيين المضربين عن الطعام.
واشارت القناة الى ان الولايات المتحدة الأمريكية، أبدت قلقها بشأن الأوضاع في سجون البحرين بعد أن بدأ السجناء في الإضراب عن الطعام، احتجاجا على تردي أحوالهم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيدانت باتل: “نحن على علم ونشعر بالقلق إزاء التقارير المتعلقة بإضراب سجناء عن الطعام في البحرين”.
قناة الميادين، تناولت قضيّة السجناء السياسيين المضربين عن الطعام في سجن جو المركزيّ، وتحدّثت عن الحراك الشعبي الذي شهدته مختلف المناطق البحرينيّة دعماً لقضيّة المعتقلين.
وهو ما تحدثت عنه قناة المنار، مسلطة الضوء في تقرير على الاعتصام في لندن تضامناً مع السجناء.
وكذلك قناة العالم التي أشارت إلى استمرار التظاهرات الشعبيّة الحاشدة دعماً للمعتقلين، المنتفضين ضد الانتهاكات.
موقع العهد الإخباريّ، نقل بدوره القضية أيضا، لافتا الى عدم الوصل الى حلول مع ادارة السجون.
هذا وتصدّرت القضية حديث مواقع التواصل الاجتماعي في البحرين، وباتت محل تداول بين روّادها.
وهذا واصبحت قضية السجناء محط احراج لنظام يتعمد استمرار تجاهل ابسط مطالب سجنائه السياسيين الذين اعتقلهم لقمع صوتهم الحر المطالب بالديمقراطية.
وتتسّع دائرة التضامن مع قضيّة مئات السجناء السياسيين، المصرون على انتزاع الحقوق في معركة الأمعاء الخاوية “لنا حق”.
وتوازياً مع الحراك الشعبي، تواصلت المواقف المساندة لمطالب السجناء وسط دعوات حثّت الحكومة على ضرورة التعاطي جدياً مع مطالبهم.
وبينما تواصل السّلطات تجاهل قضية المعتقلين، تساءل المعارض سيد طاهر الموسوي عمّا إذا كانت الحكومة تنتظر فاجعة بوفاة أحد في السجن، لتتخذ بعدها قراراً بالإستجابة لمطالب مئات السّجناء المضربين منذ أسبوعين، وأكد الموسوي أنّ عدم الاكتراث لمطالب المعتقلين أمر في غاية السّوء.
رئيس المجلس العلمائي السيد مجيد المشعل شدد بدوره على أهمية تفاعل الشعب مع معاناة السجناء، وتخليد ذكرى الشهداء.
وفي حديث صحفي، لفت مسؤول دائرة الحريات الدينية في منظمة سلام السيد عباس شبر إلى أنّ إضراب مئات السجناء، إنذار للعالم لعدم تجاهل مطالبهم.
من جهته، أكّد ممثل هيئة الأسرى الناشط جعفر يحيى، أنّ السجناء وصل صوتهم الى العالم وبات الجميع يتحدث عن الانتهاكات التي ترتكب داخل السجون.
مطالب أجمعت على ضرورة التجاوب مع قضية المعتقلين السياسيين، والعدول عن سياسية الانتقام بحقّهم واطلاق سراحهم فورا.