الهدى – متابعات ..
قال نائب الامين العام لجمعية العمل الإسلامي في البحرين، الشيخ عبد الله الصالح ان ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة ذات قيم ومضامين عالية وتناسب كل زمان ومكان، وهذه الثورة لن تموت أبداً لان جعل كلمة الله هي العليا تستلزم العمل لله وللحق وللحرية، وأن الشيطان وجنوده وأبالسته يعملون ليل نهار للقضاء على الاسلام وأهله، ولذلك إحياء هذه الواقعة التاريخية المميزة أمرٌ لا بد منه لصناعة المستقبل الواعد، والمجتمع الذي يتحمل هذه المهمة هو المجتمع الناجح المتميز.
واضاف الشيخ الصالح في مقابلة، تابعتها مجلة الهدى، ان القضية الحسينية تتمتع بمزايا لا تشاركها فيها غيرها، لذلك يجب الاستفادة منها كل الاستفادة، وعدم تفويت الفرصة، بوضع الخطط والبرامج الصالحة لتربية الأجيال القادمة تربية دينية مناسبة، مما يؤهلهم لما يحتاجه المجتمع من حاجات ومتطلبات وتهيئة للقيام بالأدوار المطلوبة، وحضورهم في هذه المجالس فرصة ثمينة ومهمة يجب عدم تفويتها.
ودعا الجميع للعمل من أجل التخطيط لهذه المناسبة بل كل المناسبات المهمة طوال العام، و إعداد برامج تعليمية وتثقيفية ومهارية من أجل تنمية الشباب، والتعاون مع المختصين في المجالات المطلوبة.
كما اكد على ضرورة العمل على إيجاد أرضية أو بيئة ملائمة مناسبة ومتعاونة ومنسقة لتكامل الأدوار في تربية الأجيال وتوجيههم لمواجهة التحديات وعدم التناقض في الأدوار، والمقصود من البيئة؛ هي المدرسة، والأسرة، والمجتمع، وهيئات العمل الرسالية العاملة.
وبين الشيخ الصالح ان ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة متكاملة الأبعاد وتلامس كل جوانب الحياة الدينية والثقافية والعقائدية والإجتماعية والإنسانية، النظرية منها والعملية، وهي ثورة صالحة لكل عصر وكل زمان، وحصرها في جانب معين دون آخر، لذلك ارى من المهم جداً التركيز على عقائد الإنسان المؤمن والتحديات التي تواجهها.
وتابع كما يجب التركيز على الإيجابيات والسلبيات في المجتمع ودعم الأولى وتنميتها وإزالة الثانية أو الحد من تأثيراتها السلبية، و الدمج المدروس بين دروس السيرة وتوظيف العاطفة الجارفة لحل المشاكل المتجذرة في المجتمع، فضلا عن طرح التحديات التي تتعرض لها الأمة وإيجاد حلول لهان و مناقشة خطط الأعداء لضرب التدين في المجتمع، وتفتيت الأسرة، وإفساد الشباب، وضرب نقاط قوة المجتمع وخاصة المرجعية والعلماء والأساتذة والنظام الأسري الأبوي.
وشدد على أن الإمام الحسين عليه السلام ثائر من أجل الإصلاح ولا يمكن أن يرى المنكر ولا ينهى عنه، ويرى المعروف متروكاً ولا يتحرك لتشجيع الناس للعمل به، ويرى الظلم والظالمين ولا يثور في وجههم.
الثاني: أن يزيد يتربص بالإمام الحسين عليه السلام لقتله على أي حال ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة، وهو حتى لو تركهم لن يتركوه.
ولفت الى انه “لا يوجد في العالم إنسان مؤمن، وحر، وشريف، متطلع لحياة العزة والكرامة والشرف إلا ويكون الإمام الحسين عليه السلام له الرمز والنموذج والأسطورة الكبيرة التي تمثل منتهى التطلع والتضحية والعمل من أجل المستضعفين”.
وختم حديثه بالقول: من أراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيجدها في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، ومن أراد العزة والكرامة والسيادة فيجدها في تلك الثورة، ومن ارد التضحية والإباء فلا توجد إلا فيها.
فهذه الثورة وبطلها وهب الحياة للأمة ولكل الأمم ومنذ مقتل الإمام الحسين عليه السلام وانتصارات الأمة لم تتوقف، وهزائم أعدائها تتوالى، والبصير من يرى قرب دولة العدل الإلهي المنتظرة.