الحالة العاطفية للانسان تعرف بالمزاج الذي هو عبارة عن مشاعر وهواجس وافكار وطموحات…، وهي من الاساسات التي يستند عليها بناء الشخصية الانسانية لكل منا بكل خصوصياته وتفاصيله واختلافه عن الاخر، وهذا ما يدعونا لمعرفة اسس وتفصيلات نفسية الانسان التي تتغير من زمان لآخر ومن مكان لآخر، وبالتالي العمل على حفظ حياتنا خالية من المشكلات النفسية التي تعيق تقدمنا النفسي، فلماذا يتغير المزاج الانساني بين لحظة وأخرى؟
وهل الامر طبيعي ام انه ينتج من مشكلات نفسية؟
يعرف تقلب المزاج على انه: “تغير ملحوظ في حالة المزاج والحالة العاطفية.
⭐ يجب ان نحرص على ألا نرهق انفسنا في العمل ونأخذ قسط كافٍ من النوم وحين يكون الجسم مرتاحاً فإن الشخص سيتعامل مع مشاعره بطريقة أفضل
وتعتبر تقلبات المزاج جزءاً طبيعياً من حياة الناس فيمكن أن يشعر الشخص بالحزن والفرح وغيرها، وقد يشعر الشخص بالتعب والإرهاق، كما تعتبر تقلبات المزاج الصغيرة جزءاً من حياة معظم الأشخاص ومع ذلك قد يصاب بعض الأشخاص بتقلبات المزاج الشديدة أو السريعة أو الخطرة حيث تؤثر على الحياة اليومية للفرد”.
⭐ جميع الاعمار قد تعاني من تغير المزاج لكن وعلى ما يبدو ان نسبه ترتفع بين فئات المراهقين والشباب اكثر من الفئات العمرية الاخرى نتيجة لكثرة احلامهم وهمومهم وتطلعاتهم لمستقبلهم
الجميع من دون استثناء عرضة لتقلب المزاج من وقت لآخر لكن سرعة التقلب وقوته والاضرار التي ممكن ان تنتج منه هو الذي يجب ان يُقاس، وعلى ضوئه يُحدد فيما اذا كان هناك خلل معين وبالتالي معالجته والحد منه، وانت سيدي القارئ الكريم إذا كنت تعاني من التغيير المفاجئ وسريع بمزاجك الى الحد الذي يمنعك من اداء اعمالك اليومية، فعندها لا خيار لك سوى ان تتيقن بأن الامر غير طبيعي ومؤشر على وجود سبب خفي يحتاج إلى علاج.
- ماهي الاعمار الاكثر تقلب في المزاج؟
جميع الاعمار قد تعاني من تغير المزاج لكن وعلى ما يبدو ان نسبه ترتفع بين فئات المراهقين والشباب اكثر من الفئات العمرية الاخرى نتيجة لكثرة احلامهم وهمومهم وتطلعاتهم لمستقبلهم، سيما مع ندرة فرص العمل ان لم يكن غيابها بالكامل وهو ما عقّد الامر وجعله اقرب الى الظاهرة الاجتماعية ذات الاصول النفسية المعقدة والمتشابكة.
- لماذا تتغير امزجة النساء اكثر؟
وتتعرض النساء لتغير المزاج اكثر من الرجال بمعدل الضعف او اكثر من ذلك لكون النساء اضعف من الرجال في كافة جوانبهنّ ومنها المنظومة النفسية، اضافة الى احلامهن الوردية وسقف الطموحات العالي الذي ترسمه لنفسها دونما تراعي الواقع المتاح، ومن ثم انها ليست لها صلابة نفسية تجعلها تصمد بوجه ما يضايقها وهو ما يجعلها متغيرة المزاج على الدوام وبصورة سريعة.
- ما العوامل التي تغير المزاج؟
جملة من العوامل يمكن تغير في مزاج الانسان من الحسن الى السيئ او العكس ومن اهم هذه العوامل هي:
1-من بين ما يؤدي الى تغير المزاج هو الجوع، إذ ان الجوع يُفقد الانسان تركيزه ويمنعه من التفكير في اي شيء غير الاكل وهذا الامر ربما لم ينتبه له الكثير من الناس لكنه سبب مهم.
2- ثاني الاسباب هو ارتفاع نسبة السكر في الدم فحين ترتفع نسبة السكر في الدم يبالغ الانسان في مشاعره ووصفه لما يحدث حوله وبالتالي لوم النفس اكثر من اللازم وهو يسبب تقلب المزاج والحزن.
3- التشاؤم والقلق وسرعة الغضب دون التفكير في الأمور من الأسباب المؤثرة على المزاج.
4- يشكل الارهاق الذي يصيب الانسان نتيجة التعب المستمر سبباً مهما من اسباب تغير المزاج .
5- التفكير المبالغ في المستقبل والتركيز على الاخطاء وجلد الذات من اجلها حتى لو كانت بسيطة تؤدي كل هذه العوامل او الاسباب الى تغيير المزاج بصورة متكررة .
- كيف نسيطر على مزاجنا؟
من اجل السيطرة على المزاج وجعله يسير بوتيرة واحدة او ربما يتغير في حالات بسيطة معينة ولأسباب موضوعية لابد لنا من القيام بما يلي:
1- يجب ان نحرص على ألا نرهق انفسنا في العمل ونأخذ قسط كافٍ من النوم وحين يكون الجسم مرتاحاً فإن الشخص سيتعامل مع مشاعره بطريقة أفضل.
2- من الجيد الابتعاد عن التفكير الزائد في المستقبل وما سيكون فيه لان ذلك من شأنه ان يوتر الانسان ويجعل من مزاجه متقلباً غير مستقر، وترك الامر لمدبر امور العباد وهو اعرف واحكم وارحم بنا.
3- من الضروري ان ينتبه الانسان الى اكله والامتناع عن الاكل الذي يعكر من الحالة المزاجية.
4- الابعاد عن التشاؤم وتحميل الامور اكثر من طاقتها لان ذلك يقلل من ارصدتنا النفسية ويجعلنا عرضة لكل العواصف النفسية المزعجة التي تفقدنا الاتزان النفسي الذي نسعى اليه دوماً، وهكذا يمكن ان نبقي امزجتنا على مستوى من الاستقرار المزاجي والنفسي.