الهدى – الكاظمية المقدسة ..
شهدت مدينة الكاظمية المقدّسة عشية يوم أمس السبت، وحتى صباح هذا اليوم الأحد، توافداً حاشداً من الزائرين الذين قدموا من مختلف المحافظات العراقية، فضلاً عن زائرين عرب وأجانب، لإحياء ذكرى الفاجعة الأليمة لاستشهاد الإمام محمد الجواد (عليه السلام).
واحتضنت العتبة الكاظمية المطهرة التي تحتضن الجسد الطاهر لصاحب الذكرى الأليمة وجدّه الإمام الكاظم (عليهما السلام) لهفات المعزين ودموعهم النقيّة بهذه المناسبة الدامية.
وأعرب المعزون في أحاديث متفرقة لهم، عن عظيم تعازيهم ومواساتهم للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) ولاسيما الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بهذا المصاب الجلل.
وذكر المعزّون بأن “ذكرى استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام) توجر القلوب حزناً وألماً لما حلّ عليه من مصيبة رازية على أيدي أعداء الدين والإنسانية، والذين أذاقوه شرّ العذاب والويلات خلال فترة إمامته الشريفة وانتهت حياة بالشهادة العظيمة”.
وأكدوا بأنّ “إحياء هذا اليوم المبارك هو إحياء للعقيدة والدين القويم الذي من أجل ضحى الإمام الجواد ومن قبله آباؤه الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم)”.
بدورها اكملت العتبة الكاظميَّة المقدسة، استعداداتها لاستقبال ملايين الزائرين القادمين من مختلف مناطق العراق والعالم لإحياء ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد عليه السلام، مبينة أنها تنسِّق مع مختلف الدوائر الخدمية والأمنية لتقديم أفضل الخدمات لهم.
وقال نائب الأمين العام للعتبة سعد الحجية، إنَّ العتبة أكملت جميع استعداداتها لاستقبال الزائرين الذين انطلق قسم كبير منهم نحو الضريح المقدس للإمام الجواد سيراً على الأقدام، مبيناً أنَّ بينهم الآلاف من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكويت وعمان والبحرين وباكستان والهند.
وأشار إلى أنها قامت ومنذ ثلاثة أيام بنصب المواكب الخدمية لتقديم الماء والطعام على امتداد الطرق المؤدية إلى المدينة، إلى جانب وضعها برنامجاً دينياً وثقافياً يشمل إقامة مجالس عزاء صباحاً ومساءً ونشر المبلغين داخل وخارج العتبة للإجابة عن جميع الاستفسارات الدينية وتقديم المشورة، كاشفاً في الوقت نفسه عن عقد اجتماعات عدة مع القيادات الأمنية والخدمية والصحية وغيرها لتوفير أجواء آمنة وصحية للزائرين.
وأفاد الحجية بأنَّ العتبة نسقت أيضاً مع الدوائر الحكومية الساندة مثل وزارة الكهرباء وأمانة بغداد لتقديم أفضل الخدمات للزائرين، كما تم تجهيز أماكن مسقفة ومبردة للاستراحة، فضلاً عن توفير مياه الشرب.
وأوضح أنَّ الخطة الأمنية شملت تأمين طريق الزائرين وتسهيل دخولهم وخروجهم من المدينة المقدسة، منوهاً بأنه وبحسب توجيهات قيادة عمليات بغداد ستكون القطوعات آنية أي بقدر ما تتطلبه الزيارة وتزايد الأعداد، بحسب الصحيفة الرسمية.
وتابع أنَّ العتبة جهزت كذلك عجلات وحافلات لنقل الزائرين من المناطق المحيطة بالمدينة وصولاً إلى النقاط القريبة من العتبة، بالتعاون مع الحشد الشعبي.
من جانبه أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر، إلى أنَّ الدوائر الصحية قامت بتهيئة صالات الطوارئ والعمليات وتوفير رصيد كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية تحسباً لاستقبال الحالات الطارئة إلى المستشفيات، فضلاً عن توفير سيارات الإسعاف وتجهيزها بجميع أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية”، مبيناً أنَّ دائرة صحة الكرخ شرعت بتوزيع المفارز الطبية في المناطق القريبة من العتبة الكاظمية، مثل مفرزة براثا وعبد المحسن الكاظمي وبوابة الكاظمية وساحة الزهراء، داعياً المواطنين إلى ضرورة الالتزام بتعليمات هذه المفارز من أجل الحفاظ على سلامتهم، من خلال استخدام المواد ذات الاستعمال الواحد وعدم تناول الأغذية المكشوفة وبالتالي وقايتهم من الأمراض وخصوصاً الانتقالية، وفقا للصحيفة.
بدورها، أعلنت مديرية المرور العامة، اليوم الأحد، ان خطتها الخاصة بزيارة الإمام الجواد (عليه السلام) لم تتضمن اية قطوعات.
وقال مدير العلاقات والإعلام في المديرية، العميد زياد القيسي، في تصريح صحفي، إن “جميع الطرق مفتوحة خلال زيارة الإمام الجواد (عليه السلام) ولا توجد مغلقة، إلا أن في بعض الأحيان عندما يكون هناك تداخل بين المواطن والسيارات نحتاج إلى تحويل مجرى السير”.
وأكد “وجود تقاطعات لعبور المواطنين المشاة ونحتاج في بعض الأحيان إلى تحويل مجرى السير حفاظاً على سلامة الزائرين”، مشيراً إلى أن “حركة السير تجري بانسيابية عالية جداً منذ يوم أمس بإشراف من مدير المرور العامة”.
وفي السياق ذاته، أحيت مواكب مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف عزاءَها المبارك بالذكرى الأليمة، عند مرقد الإمامين الجوادين (عليهما السلام).
وردّد المعزّون من أهالي المدينتين المقدستين، هتافات النصرة والموالاة للإمام الشهيد (عليه السلام) واستذكروا بحسرة وألم كبيرين ذكرى رحيله الدامي.
وذكر القائمون على المواكب الحسينية بأن “إحياء هذه المناسبة الطاهرة أصبحت تقليداً سنوياً، حيث يحثون الخطى صوب مرقد الإمامين الهمامين (عليهما السلام) ليقدّموا العزاء بالفاجعة الكبرى”.