السؤال الأول: ما هي كفارة الحلف بالقرآن كذبا؟ علما بأني اشعر بذنب كبير رغم أنني قسمتُ مجبوراً لكي لا أهدم بيت الزوجية؟
الجواب: في الفقه شروط معنية لانقعاد اليمين وهو الذي لا تجوز مخالفته، فإذا حلف الانسان بالله ان لا يفعل شيئا فعليه ان يلتزم بيمينه، إذا كان اليمين على ترك مباح أو محرّم، أما اليمين بالقرآن الكريم لا ينعقد ولا يكون الحالف ملزم بشيء.
وفي فرض السؤال لا ينعقد اليمين بالقرآن، ولا يترتب على الحالف شيء، فإذا كان الحلف كذبا فذلك غير جائز إلا في حال الاصلاح؛ فإذا كان هذا الكذب بهدف اصلاح الحياة الزوجية ـ حسب كلام السائل ـ فهذا لا اشكال فيه، أما إذا كان لغير ذلك فهو غير جائز ويعد حراما في اي مجال من المجالات، وعلى الانسان ان يستغفر ربه إذا حلف كذبا في هذه الحالة.
السؤال الثاني: بعد أن صليتْ الفريضة اكتشفت أن هناك على ملابسي شيء يشبه فضلات عصفورة، فهل هناك كانت صلاتي صحيحة أم يجب اعادتها؟
الجواب: فضلات الطيور طاهرة ووجودها على الملابس لا يبطل الصلاة؛ سواء كان الطير عصفورا، او غرابا او اي طائر آخر.
السؤال الثالث: في أي موضع من الصلاة استطيع ان اطلب من ربي وادعوه لحوائج خاصة بي؟ وهل استطيع قول ما اريده وكأني اكلم شخصا عاديا لأني لا أجيد التعبير باسلوب عربي فصيح؟
الجواب: المصلي يستطيع ان يدعو ربه بأي كلمات يحسنها، سواء في القنوات، او في الركوع والسجود بعد الذكر الواجب ( التسبيح)، والافضيلة للدعاء بأن يكون بالادعية الوادرة عن المعصومين، صلوات الله عليهم، لكن الانسان إذا لم يحفظ دعاء معيّن وعنده حاجة خاصة لا تكون في دعاء من الأدعية، فإن بإمكانه ان يعبّر عن حاجته بلهجته وكلماته، مع ملاحظة ادب الخطاب مع رب العالمين، واستخدام كلمات تليق بمقام المصلي.
السؤال الرابع: تصلني هدية بين الحين والآخر مادية ونقدية، فهل لي السؤال عن مصدرها، علما إن المرسل غير متهم بالسرقة، ولا يريد الرشوة بها، فهل لي استلامها؟
الجواب: يجوز أخذ الهدية في هذه الحالة، وهناك قاعدة عامة في التعامل الاجتماعي؛ “على المسلم ان يأخذ عمل أخيه على الصحة”، وهذه قاعدة فقهية مأخوذة من الروايات الكثيرة، التي تشير الى هذه المسألة، فلا يجوز الشك في الآخرين دون أي مبرّر، أما إذا تعامل معك إنسان متهم كأن تكون حياته مملوءة بالمحرمات والمعاصي، ولا يهتم بالحلال والحرام، ففي هذا المورد يستطيع المؤمن ان يتأمل ويفكّر في المسألة، أما في الحالات العادية، ومع مجمل المجتمع المسلم، فيجب ان يكون التعامل معهم على ثقة، وحسن الظن.
السؤال الخامس: انا من السعودية وادرس في ماليزيا لمدة اربع سنوات وعندما يحين وقت صلاة الظهر اكون في المحاضرة ولا استطيع الخروج للصلاة أو الوقت، فما حكم تأخير الصلاة في مثل هذا الظرف؟
الجواب: هذا الحالة تواجه الكثير من الطلبة في البلاد غير الاسلامية، بل وهناك الكثير من الموظفين يعانون من هذا الظرف.
الاسراع والتعجيل بالصلاة او وقتها امر مستحب ومؤكد من روايات كثيرة، ولكنه ليس واجباً، فوقت صلاة الظهر والعصر موسع، فيبدأ بأذان الظهر الى قبيل غروب الشمس، فمن يجد نفسه غير مشغول فإن باستطاعته ان يصلي اول الوقت، لكن في مثل مفروض السؤال فإن بإمكان الطالب ان يؤخر الصلاة لمدة ساعة او اكثر ولا اشكال في ذلك، بشرط ان لا يتهاون فينقضي وقت الصلاة.
السؤال السادس: توفي والدي وترك إرثا كبيرا، وترك وصية جاء في بنودها مساعدة بعض الاقرباء وهم محتاجون ولكن الوصي على التركة، بدل مساعدة المحتاجين من الاقرباء اخذ ثلث والدي وتبرع به لمشروع خيري، فهل يصح هذا؟
الجواب: قبل الاجابة على السؤال، لابد من بيان قاعدة فقهية في الإرث؛ إذا مات الانسان وكان له وصية ووصي، فعلى الوصي ان يعمل بما جاء في الوصية بشكل دقيق وحرفي ويكون ذلك في إطار ثلث التركة، لانه يحق للانسان ان يتصرف في ثلث ماله بعد موته، أما أكثر من الثلث فلا يحق له، والوصية يجب ان لا تخالف الاحكام الشرعية. وحسب السؤال فإن على الوصي ان ينفذ الوصية كما كان يريدها الوالد المتوفي، لكن عادة قد تنشب خلافات بين الوصي والورثة في مثل هذه الحالة، فإن على الورثة ان يحتكموا الى عالم دين في منطقتهم.