الهدى- كربلاء المقدسة ..
في سلسلة بحوثه عن مسألة انتظار الامام المهدي، عجل الله فرجه- دعا سماحة السيد جواد المدرسي، الأمة الى أن توثّق علاقتها بالإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) الذي يعد الامتداد الطبيعي لرسول الله، ولرسالات السماء، لتصل الى حل وعلاج لما تعيشه من أزمات ومشاكل في جميع نواحي الحياة.
وفي المجلس الرمضاني في حسينية أهل البيت (عليهم السلام) بمنطقة حي العامل، والذي ينظمه تجمع الرحمة الرسالي، تسائل سماحته عن سبب ابتعاد الناس عن أهل البيت (عليهم السلام)، وتحديداً عن الإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، وانشغالهم بالخيارات غير المضمونة ذات العواقب السيئة عاقدة الآمال عليها لتكون باباً للحلول والحياة السعيدة، بينما الواقع الذي نعيشه يؤكد لنا أننا نعيش حرية مع قمع، وفرح مع حزن، وغنى مع فقر، وكرامة مع ذُل، وسلامة مع أمراض، بينما ما عند الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)؛ وهو الامام الغائب والحاضر بيننا، من الخيارات والبدائل ما لا تشوبه شائبة من الشر والباطل لانه مسددٌ من السماء.
وكشف سماحته للحاضرين ولجميع المؤمنين بوقوع حالة سرقة تاريخية عظيمة في الأمة منذ اليوم الاول لاستشهاد رسول الله، صلى الله عليه وآله، فالقضية لم تكن سياسية فقط.
وفي ذلك يقول سماحته “وإنما السرقة والمصادرة شملت الفضائل، والمناقب، والافكار التي اختصّ بها أمير المؤمنين، عليه السلام، و نسبوها على غيره، الامر الذي وسّع الفجوة بين الامة وبين الأئمة المعصومون الذين يمثلون هم خلفاء رسول الله، فأصبح الناس اليوم يعتمدون في كل شيء بحياتهم على من كانوا يوماً ما بحاجة الى الحضارة الاسلامية ومنجزاتها العلمية، ومنظومتها الثقافية والاخلاقية”.
وفي الختام دعا سماحته المؤمنين الى بذل مزيد من الجهد لمعرفة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وتحديداً الإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، ومن يكون؟! وما هو دوره في الوقت الحاضر؟ ثم ما يريده منّا؟ موضحاً فكرة الانتظار بأنها “إيمان وعمل” لتحقيق النضج والوعي الكاملين مما يعزز علاقتنا به، ولا نشعر بالحرج من أن نطلب منه أي شيء.