في المجتمع عادة تظهر زعامات اجتماعية تريد ان تتصدر المشهد في كل صغيرة، قبالة ذلك توجد مجموعة من الناس تدفعهم بأتجاه التأليه والتقديس والمديح وهو ما يعطيهم دفعات معنوية للاستمرار في التسلط والتكبر والتجبر، وهذا المرض اصبح مستشرياً جداً في الآونة الاخيرة الى الحد الذي اصبحت ظاهرة مجتمعية مزعجة جداً، هذا الامر يعرف علمياً بعقدة الاله.
يعرف علم النفس (عقدة الإله) بأنه اعتقاد راسخ يتصف بشعور متضخم حول القدرات الشخصية، الامتياز، النجاح المؤكد والعصمة، وبذا هو يرفض حتى مناقشة افكاره وليس الاعتراض عليها وهذا هو الطغيان بعينه.
قد يرفض الشخص المصاب بعقدة الإله الاعتراف باحتمال كونه على خطأ، أو بفشله، حتى عند مجابهته بالدليل القاطع غير القابل للشك، أو بعجزه أمام معضلة عسيرة، أو مهمة مُستحيلة، أو ربما يعتبر رأيه الشخصي محق جدا ربما يستخف الشخص بالقواعِد الاجتماعية ويطلب اعتبارات أو امتيازات خاصة به لكونه يمتلك افضلية عمن سواه بحسب عقليته المريضة وذاته المتضخمة.
⭐ يعرف علم النفس (عقدة الإله) بأنه اعتقاد راسخ يتصف بشعور متضخم حول القدرات الشخصية، الامتياز، النجاح المؤكد والعصمة، وبذا هو يرفض حتى مناقشة افكاره وليس الاعتراض عليها
أول من استخدم اسم عقدة الإله هو (ايرنست جونز) في مقال نشره في مجلة Applied) Psycho-Analysis) وقد وصف العقدة بأنها إيمان الشخص بأنه إله يجب ان يطاع فقط وليس هناك من مجال لوضعه في اي موضع آخر، لكن الحال ان عقدة الإله ليس مصطلحاً طبي أو اعتلال قابل للتشخيص، ولا تظهر لها قِيم في الإحصاءات المرضية للاضطرابات العقلية.
- كيف تعرف أنك تتعامل مع مصاب بالاضطراب؟
- تصدر من الانسان بعض السلوكيات تشير بالضرورة على انه مصاب عقدة الآلهة من ابرز هذه العلامات الظهور بمظهر الثقة الشديدة بالنفس الظاهرية وليس الحقيقة والتي تخفي خلفها الشعور بتدني احترام وتقدير الذات كأحد مظاهر هذه العقدة.
- شعور الانسان بأنه يستحق المديح والثناء والشكر والطاعة بشكل يفوق كل الباقين.
- لديه احساس بتضخم الانا وان معه في المحيط الاجتماعي هم اقل رتبة منه وهو الذي يفهم والباقين همج عليهم الطاعة العمياء فقط.
- يحبذ استمالة عاطفة الاخرين ليصبح مركز الاهتمام والرعاية.
- يكون الشخص المصاب بهذه العقدة غير قادر على رؤية الأشخاص من حوله على أنهم بشر في هذه الحالة يحدث انشغال وهوس بالمكانة والقوة التي يمنحها لقب عقدة الآلهة للشخص.
- عدم القدرة على الحصول على انتقاد ولو كان بسيطاً حيث الانتقاد سب في حدوث انهيار نفسي عقلي لعدم توافق هذا الانتقاد مع المعتقد عن الذات، هذا العلامات الدالة على اصابة الانسان بعقدة الاله المعقدة.
- الاسباب:
الاسباب التي تجعل الانسان مريضاً بعقدة الاله كثيرة ابرزها:
هنالك عدد من الإشارات في علم النفس ترى أن الأسباب لهذه العقدة غير واضحة تمامًا إلى أن جميع الاتجاهات تشير إلى ترجيح الأسباب التالية:
- أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة المتمثلة في الدلال المفرط للطفل ومنحه كل مايريد وهذا الأمر يصبح مع الرشد والبلوغ سبباً في تطور نظرة الذات وتضخمها بطريقة زائفة.
- عامل الوراثة، اذ يرث الابناء المصابون هذه العقدة عبر الجينات الناقلة لها حيث أن كثيراً من الدراسات تربط هذه العقدة بالنرجسية.
- فقدان الوعي بالذات والفهم الحقيقي للنفس، حيث ان وجود التوقعات غير الحقيقة عن الذات وتطويرها دون القدرة على تنظيم وفهم المشاعر سبب في تطور هذه العقدة.
- المجتمع الذي يضلل الفرد بمكانته الحقيقة ويغدق عليه بالمديح والثناء الذي لا يستحقه وبالتالي يرى نفسه ان يمتلك ما لا يمتلكه الاخرين فيذهب بأتجاه الالوهية والتفرد.
- كيف نعامل هذا النموذج من البشر:
- اعتقد ان التعامل الامثل مع الاشخاص المرضى بعقدة الاله هو احتقارهم وعدم اعطاءهم اهمية ولا احترام ووضعهم في مكانهم الطبيعي لهم وان كان الجميع قد يتملق لهم.
- من الامور التي توقفهم عند حدودهم هي معاملتهم بذات الطرقة التي يعاملون بها الناس لإعطائهم تصور عن عدم المقبولية التي يتمتعون بها وهذا السلوك من شأنه ان يوقفهم ان كانوا احرار.
قد يجدي العلاج المعرفي السلوكي نفعاً معهم عبر محاولة تغير طريقة نظرتهم للمجتمع واعلامهم انهم ليس افضل من الناس وان امتلكوا بعض الصفات التي تمتح الافضلية فيجب ان شكروا الله عليها لا ان يستخدموها في ايذاء الناس والانتقاص منهم، وبذا يمكن ان نروض هؤلاء المتعاليين المغرورين.