عادة ما نصف اناس في مواقف حياتية مختلفة بالشجاعة لسلوكية قاموا بها في موقف معين، وعلى نقيض الشجاعة اكيد هو الجبن او الخوف، مفهوم الشجاعة ارتبط بمواقف الخوف والخطر وهذا الذي تربينا عليه منذ ام كنا صغاراً لكن بعد ادركنا الحياة بصورة افضل وبفهم اوسع تبين لنا ان الشجاعة لها تطبيقات حياتية كثيرة، فأين مواطن الشجاعة في حياتنا؟
- وهل نحن شجعان ام العكس؟
تعرف الشجاعة على انها: قدرة الشخص على فعل شيء صعب حتى عند وجود عامل الخطر، والشخص الشجاع يفعل ويقول ما يعتقد أنه صحيح رغم وجود من يعارضه، وهي ايضاً إقدام الإنسان على ما يكرهه، وعلى ما قد يلحق فيه الأذى أو الهلاك، عند وجود حاجة لذلك، وإظهار الثبات عند التعرض للمخاوف، ويبدو الامر وراثياً اكثر مما هو مكتسب لكن هذا لا يعني انه لا يمكن ان يكتسب او يغرس في الشخصية الانسانية.
- مالفرق بين الشجاعة والتهور؟
الاختلاف بينهما يكمن في أن الشجاعة هي استجابة ذاتية لأحد المواقف الاجتماعية أو الشخصية أو الجسدية، ويعني بهذا أن الشجاعة تتمثل في اتخاذ الشخص قراراً مدروساً جيدا لتنتج عنه أفضل نتيجة ممكنة تحت الضغط، اما التهور فهو إقدام الإنسان على عمل لم يفكر فيه غالباً، ولم يأخذ في اعتباره الآثار والنتائج المترتبة على فعله، وبهذا فإن الشجاعة مفهوم إيجابي، بالمقابل فإن التهور صفة سلبية، ودائماً ما ينظر إلى أصحابها بالأشخاص غير المسؤولين او غير المتزنين وما اكثرهم في مجتمعنا للاسف.
⭐ الشجاعة تتمثل في اتخاذ الشخص قراراً مدروساً جيدا لتنتج عنه أفضل نتيجة ممكنة تحت الضغط
- مواطن الشجاعة:
في الحياة يسلك الناس سلوكيات متعددة يمكننا عبرها ان نحكم على كونهم شجعان ومن هذه السلوكيات:
1- يقدم احد الافراد على التصدي للمخالفات القيمية والاخلاقية والقانونية التي تصادفه سواء في حياته العامة، او في حياته الوظيفية هذا يعني انه شجاع، فالاعتراض على مثل هذه الامور والاصرار على تطبيق الصحيح من الامور دون ان تأخذه في الله لومة لائم شجاعة يحسد عليها، لكن للأسف مثل هذا النوع من الشجاعة اصبح قليلا جدا فالغالبية العظمى يحابون ويداهنون على حساب الحق واهله.
2- الاعتذار عن الخطأ بحق احد؛ قريباً كان او غريباً هو ضرب من ضروب الشجاعة الذي لا يمتلكه الكثير من البشر، فالإنسان العربي يبتعد مسير سنين عن الاعتذار، ويعد ذلك منقصة وعيب يهدد شخصيته بين الناس، سيما إذا كان الاعتذار للنساء هنا يكون مستعداً ليقلب الدنيا رأساً على عقب قبالة رفضه الاعتذار وفي الحقيقة في مثل هذا الحالة يكون الانسان في غاية الجبن والضعف من مواجهة نفسه واخطاءه فتأخذه العزة بالإثم ويترتب على عدم الاعتذار عواقب وخيمة قد تحرق الاخضر قبل اليابس في المسقبل سيما على صعيد العلاقات الاسرية.
3- للشجاعة وجه آخر يتجلى عبر الكرم الذي يسديه الانسان لنظرائه في الخلق وسواهم من شركاء المحيط، في هذه السياق كان جدتي رحمها الله تفرح حين تسمع ان ضيوف سيأتون ودائما كانت تردد عبارة (الكرم شجاعة) لم نكن ندرك ما تقول لكن فيما بعد ادركت هذه الحقيقة وثمنتُ غالياً مقولة تلك العجوز الحكيمة، فحين تشاهد البخلاء حين ينهزمون في المواقف التي يجب في الانفاق يتأكد لك معنى الكرم شجاعة.
4- من الشجاعة ايضاً ان يضبط الانسان اعصابه في لحظات الغضب ولم يصدر منه ما يجعله يندم عليه لاحقاً وهذا بحد ذاته صفة يفتقر اليها الغالبية وربما انا احد هؤلاء الذين لا يقون على تحمل مواقف الغضب.
5- كما ان قبول الاعتذار والتسامح وتجاوز اخطاء الاخرين بحقنا هو احد انواع الشجاعة الذي يضمن استمرار العلاقات الانسانية التي ربما ستهدم لو لم يكن الاعتذار وقبوله هو الحاضر.
6- الاقرار بالخطأ؛ في معلومة او موقف لمن هو اقل منك كأن يكون طالبك او ابنك او اخيك الاصغر هو كذلك شجاعة وهذا الامر غائب لدى الغالبية من البشر سيما استاذة الجامعات في العراق . في الختام نقول: هذه المجالات الحياتية التي حين يحسن الانسان التعامل معها بذكاء سيتجمل بجمال الشجاعة لكننا ندعو الى الموازنة والابتعاد عن الافراط الذي يكون وجهاً من اوجه التهور وهذا الذي نخشاه ولا نحبذه لسلبياته التي تذهب بالإنسان الى حيث لا يهوى.