السؤال الأول: ما حكم إمامة المرأة للصلاة؟ وهل يجوز لها ارتقاء المنبر للخطبة عموما ولخطبة صلاة الجمعة خصوصا؟ وما هو الشرع من تصدي المرأة للإفتاء؟ وهل يمكن للمرأة أن تكون مجتهدة اسوة بالرجال؟ وهل لها تولي القضاء؟
الجواب: تجوز إمامة المرأة للنساء فقط، قد لا يعرف البعض ان من شروط إمام الجماعة الرجولة إذا كان للرجال، أما إذا كانت صلاة الجماعة منقعدة للنساء فقط فلا إشكال أن تكون المرأة إمامة للنساء، وذلك بشروط إمامة الجماعة وهي “العدالة”.
كذلك خطابة المرأة للنساء جائز، لكن مع ملاحظة الجوانب الشرعية؛ مثلا ان لا يكون الصوت مهيجا، وان يكون مكان الخطابة بعيد عن طريق الرجال حتى لا يسمعوا، ومن المحبذ والجيد أن تكون المرأة خطيبة للنساء، وان تكون هناك برامج نسائية تديرها النساء، لان المرأة مع الاخرى تكون أكثر انفتاحا، وأكثر طلاقةً.
أما خطبة الجمعة فلا يجوز للمرأة ذلك، لان صلاة الجماعة اساسا لا تنعقد بالنساء وحدهنّ، ذلك ان من شروطها حضور الرجال، نعم يمكن للمرأة حضور صلاة الجمعة العامة مع الرجال، وخطيب الجمعة ينبغي ان يكون رجلاً.
بإمكان المرأة ان تصل الى درجة الاجتهاد، فالاسلام يشجع على تعلّم المرأة ومن حقها ان تصل الى مراتب عالية من العلم، وباستطاعة المرأة أن تدرس العلوم الشرعية في الحوزات العلمية وتصل الى درجة الاجتهاد، واجتهاد المرأة لنفسها، فهي التي تستفيد منه، أما تقلد الناس للمرأة لانها مجتهدة فهذا غير جائز، فهي لا تكون مرجعا، لان الذكورة من شروط مرجع التقليد.
كذلك من شروط القضاء الذكورة، فيجب ان يكون القاضي رجلا، أما مقدمات القضاء كأن تكون كاتبة وما اشبه فلها ذلك، فاصدار الاحكام القضائية منحصر بالرجال ولا يجوز للمرأة تولي ذلك، لان النصوص الشرعية تؤكد على تولي الرجال للقضاء، لكن من الاسباب التي تمنع المرأة من القضاء هو الجانب العاطفي في شخصية المرأة، وهناك اسباب لا نعلمها، فالله تعالى جعل لكل من الرجل والمرأة مهام خاصة يؤديها بشكل خاص، وهناك مهام مشتركة بين الرجل والمرأة.
السؤال الثاني: الحمد لله أعمل في إحدى الشركات ومعي موظف في نفس القسم ولكنه لا يصلي، وقد نصحته عدة مرات ولكنه لا يهتم، فهل يجوز لي أن اضاحكه وألاطفه واشترك معه في المطعم خصوصا وهو معي في نفس القسم ولا استطيع ان لا افعل ذلك طوال الوقت، فما هو حكمي؟
الجواب: هذا السؤال مورد ابتلاء الكثيرين ـ مع الاسف الشديد ـ ففي مجتمعاتنا الاسلامية يواجه الانسان المؤمن بعض الاشخاص الذين لا يصلون، إما جهلا أو عنادا أو لاي سبب آخر، أما موقف المؤمن إزاء الشخص غير المصلي فلا بأس أن يعاشره، ويلاطفه ويأكل معه..، من حيث المبدأ، خصوصا إذا كان التعامل الاخلاقي يؤدي الى هدايته، فعلى الانسان المؤمن حين يتفق عمله مع شخص لا يصلي، عليه ان يفكر في هدايته، ولا ييأس، ومن طرق الهداية التعامل الحَسن والأخلاقي، بحيث يجذبه للصلاة، ويكون هو النموذج للإنسان المؤمن المصلي المتدين، فيكون ذلك حافزا لهداية الآخر الذي لا يصلي.
هناك مورد آخر نستشفه من الروايات؛ فهناك بعض الاشخاص يتضايق كثيرا إذا تم مقاطعته وعدم الحديث معه، خصوصا إذا عرف ان المقاطعة لاجل أنه لا يصلي، فواجب الانسان المؤمن تجاه الشخص غير المصلي هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وقد يتحققان بالتعامل الاخلاقي، والمعاشرة بالمعروف، أو عكس ذلك وهو المقاطعة والتقطيب في وجهه. إذ أن لكل شخص حالته الخاصة وعلى المؤمن ان يشخص ذلك حتى يتمكن من التعامل معه وفقا لذلك.
السؤال الثالث: عندنا مريض يتعالج عند هندوسي بعلاج طبيعي وذلك بالزيوت والدهون فما حكمه؟
الجواب: إذا كان الهندوسي يمسه وفيه يديه رطوبة فعليه تطهير ذلك المكان، أما اذا كان الطبيب يرتدي القفازات ويستخدم ذلك في التدهين والتزييت فلا اشكال فيه.
السؤال الرابع: إنسان كان منغمسا في الدنيا ولذاتها ثم تاب الى الله بندم، كيف يعرف أن الله قبل توبته ورضي عنه، وأنه من التوابين الذي يحبهم الله وانه كمن لا ذنب له؟
الجواب: الله ـ تعالى ـ هو من يعلم الغيب ونحن لا نسطيع ان نقطع بأي شيء، ولكن نستطيع ان نستشهد بالايات القرآنية والسنة الشريفة التي تؤكد ان على الانسان المذنب إن يُحسن توبته، ولا يخدع نفسه بتوبة غير نصوح، فالبعض قد يتوب لفترة قصيرة ثم يعود الى الذنب والعياذ بالله، كذلك عليه أن يقرر عدم العودة الى المعاصي، ويقوم بواجباته الشرعية المترتبة على التوبة، فمثلا قد تكون معصية الانسان التعدي على حقوق الآخرين، فعليه ان يُعيد حقوقهم ويتوب الى الله ـ تعالى ـ ويصمم ويقرر عدم العودة الى المعصية، فإذا اجتمعت هذه الامور فالمرجو أن يغفر الله له، لان ذلك وعد منه ـ تعالى ـ للإنسان، أنه ـ جل شأنه ـ غفّار وتوّاب، فيبقى على الانسان ان يتوب الى توبة حقيقية ولا ييأس من رحمة الله ـ تعالى ـ لان اليأس أخطر من الذنوب نفسها.
- مقتبس من برنامج أحكام الاسلام ـ تقديم الشيخ صاحب الصادق لقناة الحجّة الفضائية.