الهدى – متابعات ..
تحدث المفكر والباحث البحراني، والقيادي في المعارضة البحرانية، الدكتور راشد الراشد، عن سمات الفكر وملامح المنهج السياسي عند الشهيد الشيخ آية الله نمر باقر النمر.
وقال الراشد خلال ندوة عقدت في مدينة قم المقدسة بمناسبة حلول الذكرى السابعة لاستشهاد الشيخ النمر، ان الشيخ الشهيد امتاز ابلصدق والأخلاص في تبني مواقفه حركته السياسية، فلم يكن ما قام به، كما شاهدناه وشاهده العالم، من خلال خطبه وبياناته وتصريحاته بأن مواقفه أو حركته السياسية في الإصلاح هو للمناكفة أو للتجاذبات السياسية وتسجيل النقاط هنا أو هناك ضد أحد أو ضد أي طرف وتيار في الساحة، بل يتضح من خلال حركته ومواقفه بأن بوصلته السياسية مركزة في إتجاه تحسين الظروف السياسية في المجتمع وتطوير النظام السياسي بحيث يحقق الحد الأدنى من العدالة بين المواطنين.
واضاف انه تميز ايضا بكسر حاجز الخوف والهلع من النظام، عبر شجاعة الطرح وتبني المواقف الرسالية التي تفرضها طبيعة الفهم الواعي والدقيق للتشريعات السماوية التي تحظ على حفظ الكرامة الإنسانية وحق المجتمع في العدالة والحريات السياسية والمساواة ومقاومة الطاغوت والكفر به.
ولفت الى انه من المعروف بأن الأنظمة السياسية الديكتاتورية والمتسلطة تعمل على ترسيخ حالات العجز عند المجتمع عبر إقناعه فكرياً بأنه غير قادر على التغيير وأن عليه الإستسلام للأمر الواقع، من خلال حملات مكثفة في التوجيه بهذا الإتجاه وفي التزامن معها من خلال القسوة والتعسف في قمع الحريات لزرع حالة الخوف وأيصاله إلى منطقة الهلع المفرط من إجراءات السلطة القمعية والإنتقامية، ليبتعد المجتمع كلية عن الولوج في منطقة المطالب السياسية بالعدالة والحريات السياسية والمساواة.
وبين ان الشيخ النمر امتلك ثقافة تحمّل المسؤولية الشرعية والأخلاقية في حفظ الكرامة وحماية الحريات والحقوق السياسية، بوصفها قضية محورية في الفكر الديني حيث النصوص الكثيرة الدالة على ذلك في وجوب مكافحة الظلم وما يستلزمه من تضحيات ونصرة لقضايا المظلومين، وما يتطلبه من تحمل المسؤولية في رفض الظلم والقوانين الجائرة التي تشكل حائط الصد لحماية الفاسدين من طلاب السلطة والمهوسون بها.
واشار الى انه يمتلك صفة عدم الإستسلام لسلطة الأمر الواقع، وتحمل المسؤولية الأخلاقية والشرعية في مواجهة الفساد السياسي والإستعداد لتحمل الأثمان وكلف المطالبة بالعدالة والحقوق السياسية.