فکر و تنمیة

انفعالاتنا الايجابية هل تخدمنا بشيء؟

يتعرض الإنسان يومياً للعديد من المواقف فيتعامل معها وفق نوعها ووفق الشعور الذي ينتج عبرها في النفس، ففي بعض المواقف ينفعل الإنسان سلبياً ويسلك سلوكيات مناسبة لحجم الاثارة او اكثر فقد يكون عدوانياً يؤذي من حوله سيما من تسبّب في انفعاله، وقد يحدث ان ينفعل الإنسان ايجابياً فتصدر من سلوكيات نافعة تخدمه وتخدم ممن في محيطه، اليوم في هذا المقال احاول تغيير بوصلة الاعتقاد بأن الانفعال سلبي فقط، وأبيّن اهمية ومكامن الانفعال الايجابي في حياة الإنسان مهما كان جنسه، عمره، ولونه.
تُعرف الانفعالات الايجابية على انها: “الانفعالات التي تشبع في الإنسان الرضا و الارتياح و السرور؛ كالحب و المودة، و الرحمة في الماضي، و الحاضر و المستقبل، و تدور الانفعالات الإيجابية لأحداث حياتنا الماضية حول القناعة و الإخلاص الديني و الصفاء النفسي، اما في الحاضر تدور حول الثقة بالنفس، و الخلق الرفيع، و الانجاز المثمر، و احترام القيم الأخلاقية، و اللذة و المتع الجسمية، و في المستقبل تدور حول التفاؤل و الامل”.

⭐ يستفز الانفعال الايجابي الإنسان ايجابياً ويحفزه لرفع مستوى انتاجه وعلى كافة الصعد


بعد أن انصب اهتمام الباحثين والدراسين والمهتمين في علم النفس بالانفعالات والمشاعر السلبية والجوانب، فلنقل المظلمة في حياة الإنسان واهمال او اغفال الجوانب المشرقة، فمثلاً اغلبنا يركز على اليأس و يهمل الامل، يركز على الاكتئاب و يهمل السعادة، وعلى العجز و يهمل القوة، وعلى التشاؤم و يهمل التفاؤل، وعلى الانتحار و يهمل حب الحياة، وهذا الامر غاية في الخطورة على الصحة النفسية للانسان ما لم نحدث توازن على مستوى الانفعالات الإنسانية، لذا صار لازماً إعادة النظر و تغيير الاتجاه و الاهتمام بالجوانب المشرقة في حياة الإنسان.

⭐ إنّ الذي لديه انفعال ايجابي في العادة يتصف بالمرح الذي يوفر عبره مناخاً نفسياً مشحوناً، مليء بالغبطة و الارتياح


يستفز الانفعال الايجابي الإنسان ايجابياً ويحفزه لرفع مستوى انتاجه وعلى كافة الصعد فقد يمارس صاحب المصنع كلمات لاستثارة العاملين معه، وبالتالي يثير من انفعالهم الايجابي وهو ما يدفعهم الى زيادة وتحسين الانتاج، والمثال الاخر هو ما حصل مع زميلي الذي لم يستطع اجتياز مرحلة السادس الاعدادي لعامين متتالين، مما عرضه للاستخفاف من زملائه في المرحلة آنذاك، هذا الانفعال حوّل منه الى انسان آخر يختلف في الهمة والطموح فأخذ يسابق الزمن حتى اكمل مرحلة الدكتوراه وهو الآن من الناجحين في اختصاصه بل من المؤثرين.

  • مميزات الشخصية ذات الانفعال الايجابي:


مميزات الإنسان ذي الانفعال الايجابي كثير وذات اثر فعال في الواقع ومنها :
1-انه يكون ذو ثقة عالية بنفسه تظهر عبر اعتداد المرء بنفسه، و اعتباره لذاته و قدراته حسب الظروف الموجود فيها دون إفراط و دون تفريط.
2- صاحب هذه الخصيصة واثق من نفسه؛ إذ يستطيع الفرد الواثق من نفسه التغلب على الكثير من المشكلات الحياتية والدخول في مشروعات ناجحة وعلى كافة الصعد الحياتية.
3- من مزايا الإنسان ذو الانفعال الايجابي انه شديد الانتباه وبذلك هو متمكن من استخدام الطاقة العقلية في العمليات المعرفية، و توجيه الشعور و تركيزه في شيء معين استعداداً لملاحظته و أدائه او التفكير فيه، مما يقلّل من نسب احتمالية الخطأ في الاداء، سواء الاداء الوظيفي، او الدراسي او غير ذلك من الواجبات والمهام الموكلة الى الإنسان.
4- إنّ الذي لديه انفعال ايجابي في العادة يتصف بالمرح الذي يوفر عبره مناخاً نفسياً مشحوناً، مليء بالغبطة و الارتياح، و مثل هذا النموذج الصحي يطلق القدرات العقلية للتعلم بسهولة و يسر، فالانشراح يساعد على التعلم بفاعلية اكثر وبوقت اقل، على عكس الحزن والتشاؤم الذي يجعل الإنسان متشنجاً لا يرغب في لعب ادواراً ايجابية تخدمه وتخدم ابناء جلدته، وبذا يكون الإنسان المرح صاحب امتياز في عالمنا المعاصر وليس نقطة سوداء كما يدعي الاخرين لجهلهم بما عنده، هذه امتيازات الانفعال الإيجابي للانسان وتأثيرها على الصحة النفسية له وهو ما يطلبه كل ذي لب سليم.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا