لكل شيء في عالم الوجود له طاقة وتردد معين يزداد وينخفض باختلاف الاشياء والاحياء، وكلها تصب في منبع تماسك الفيض الكوني، الذي يحافظ على تماسك قوى الموجودات بخضوعها لقانون الطبيعة، ومن هذه الطاقات؛ الطاقة المغناطيسية في أدعية الزهراء، عليها السلام، فكل كلمة لها ثقل فيزيائي عجز عن قياسه العقل البشري، كيف لا والخلق فُطِموا عن معرفتها.
هذه الادعية جُمعت في كتاب (الصحيفة الفاطمية)، وتشكّل كلماتها التي هي بمثابة أشعاعات تنطلق من نور الوجود لتُزهر لأهل الأرض والسماء، وفيها أبعاد تربوية التي ما إن يتمسك فيها الفرد يبقى متصلا بمصدر النور، وتتقوى أواصر مبادئه ليكون عنصرا فعّالا في هذه الحياة بشرط أساسي؛ هو ان تتلقى هذه الكلمة حاسّة أخرى والتي هي الاخرى تمثل بوابة لدخول المعلومات لأرسالها الى مركز التحليل والاستنتاج في جزء معين من الدماغ والتي بمشاركة القلب تتكون ردة فعل إرادية للأنسان، ومن ثم يبعث قلبه قوة ومشاعر مميزة فينظر للحياة بعدسته الفاطمية للمواقف لا بعدسة الاخرين، فيتميز هو الاخر هذه المقدّمة التي يغفل عنها الكثيرون أليس الانسان يتميز عن باقي المخلوقات بعقله ومنطقه؟
⭐ هذه الادعية جُمعت في كتاب (الصحيفة الفاطمية)، وتشكّل كلماتها التي هي بمثابة أشعاعات تنطلق من نور الوجود لتُزهر لأهل الأرض والسماء، وفيها أبعاد تربوية التي ما إن يتمسك فيها الفرد يبقى متصلا بمصدر النور
إذن فلنسبر أغوار هذا الفضاء لنكتشف كواكب الازدهار التي كانت كامنة وراء حجاب الغفلة .
نعم، فالكلمات تخرج في حالة الزفير وتحتاج إلى طاقة من الفرد لأطلاقها وهنا دورها ينشق إلى بعدين:
الأول: بُعد أيجابي فتكون طاقته منعشة تشرح الصدر وذا تأثير مزدوج كما جاء في الحديث الشريف: “الكلمة الطيبة صدقة”.
الثاني: بُعد سلبي له تأثيره الهدام في نفس المتلقي والمضيّق للقلب حتى قال ـ تعالى ـ مصوّرا حالة نبيه، صلى الله عليه وآله: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون}
وكذا الحال في الكلام الكتابي الذي ينطق من خلال لسان سامعه لا قائله، فأنت حسنما تقرأ هذا المقال بصوت ٍ واضح فأنك تسمع لما كتبتُ، وبالتالي تردده وأثره سينعكس اما ايجابيا او سلبيا حسب فكرة الكاتب. إذن فالزهراء عليها السلام، ترسم لنا طرقا لأستخدام هذه الحاسة بما يرضي الله بشتى الالوان، من كلمة طيبة، أصلاح ذات بين، برالوالدين، مواساة، أدعية وتلاوة القرآن وغيرها وأعظم هذا الطريق حتى عُدّ سببا لمساواة دور السيف في الجهاد: “أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”، لما لهذه الكلمة من تردد فيزيائي ينبعث من قلب مليئ بالايمان والشجاعة ليتعاكس ويحطم غرور قلب الفاسدين، وهذا مافعلته بأبي وأمي حينما خطبت خطبتها العصماء أمام طاغية زمانها ليبقى تردد صداها يتنامى مع تنامي الزمن والاجيال ليغترفوا من منبعها خُلُقا أخلاقا ومعرفة.