حينما نتحدثُ عن السيدة الزهراء عليها السلام، فأننا نتحدث عن الطهر كله وعن العفاف كله وعن التقوى كلها في كل مواقع الطهر والعفاف والتقوى، والسرُ في ذلك لأنها قطب الرحى ومنبع الإيمان الخالص، فكانت بحق الأنموذج الأكمل لكل نساء العالم التي يُحتذى بها في مختلف جوانب الحياة.
حينما تتعرضُ للظلم أو للاجحاف لم تتنازل عن إيمانها لأنها تنظر بعين الله ـ تعالى ـ فلا تحرجها الكلمات ولا تستميلها المواقف ولا زعزعت إيمانها الإشاعات ولا غرتها الدنيا بكل ما فيها من ألوان الغرور، إذ كانت في كل ذلك منبعٌ القيم السامية فوقفت مواقف النساء الطاهرات؛ فحينما طالبت بحقها كان طلبها مدعومًا بأدلة الوحي، وحينما تكلمت عن ظلامتها اسندته بروايات السنة المطهرة، كلُ ذلك يكشف عن عمق الإيمان الرصين.
⭐ حينما كانت بنتاً صغيرةً كانت أم ابيها كما لقبها رسول الله، صلى الله عليه وآله، وحينما صارت زوجةً كانت عنوانًا للزوجة الصبورة المطيعة لزوجها بما يرضي الله تعالى
حينما نلاحظ هذه الصورة الناصعة البياض ونقارنها بالصورة النمطية المرسومة في أذهان الكثير حول النساء من انهن ضعيفات المواقف والاستقامة، لا نجد لذلك مبرراً منطقيا بعد أن رسمت لنا الزهراء البتول الصورة المثالية للمرأة العفيفة الطاهرة بلمسات إيمانية حلت وارتحلت، وفي مختلف الظروف المواقف، وهذا ما يؤهلها لأن تكون القدوة لغيرها والنموذج الأسمى للاحتذاء، هذا ما يجعلها رمزاً للمرأة المعاصرة بكل ما تحمل كلمة المعاصرة من مغريات ومرغبات وألوان مختلفة من الصراع حول المرأة، وضرورة انمداجها مع المجتمع الذكوري الذي يُريدُ للمرأة أن تكون السلعة الرخيصة المبتذلة بلا حدود ولا حجاب ولا حواجز عديمات الثقافة.
هذه الصورة المبتذلة للمرأة تعمل على دعمها دول ومنظمات ومؤسسات إعلامية وثقافية بحجة حرية المرأة، وكأن الزهراء سلام الله عليها، كانت عبدة لغيرها من البشر؛ بلى هي كانت عبدةً لله ـ تعالى ـ مملوءة الإيمان والطهر والعفاف، فحينما كانت بنتاً صغيرةً كانت أم ابيها كما لقبها رسول الله، صلى الله عليه وآله، وحينما صارت زوجةً كانت عنوانًا للزوجة الصبورة المطيعة لزوجها بما يرضي الله تعالى.
⭐ على المرأة أن تلتزم بالولاء الفاطمي والتقوى والثقافة الفاطمية وبالطهر والعفاف الفاطمي لأنها لن تجد افضل من ذلك تعبيرًا عن قيم الوحي الإلهي وسيرة أهل بيت النبوة
من كل ذلك نلاحظ عنصر الثبات على التقوى، ونلاحظ من خلال تصرفاتها العملية رجاحة العقل، وفصاحة اللسان، وقوة المنطق بالحجة والدليل الدامغ، فتحركت في كل جوانب حياتها من خلال قيم الوحي وقواعد المنهج الرسالي هذه المرأة المجهولة قدراً، والمخفية قبراً لاقت ما لاقت من ألوان المغريات ولكنها ثبتت لأنها تحركت من خلال إيمانها وتقواها وتمسكها بالقيم الرسالية. فما عدا مما بدا أن تميل بعض نساء لمغريات الدنيا وتبتعد عن مصدر الطهر والعفاف وتلتف حول منابع الرذيلة ومواقع الانحراف الاجتماعي التي تسوّقها جهات مغرضة هدفها خداع المرأة المعاصرة تحت مسميات الحرية، والديمقراطية، والاستقلال الأسري والاغتراب الثقافي، لهذا السبب ولأسباب أخرى نؤكد أن على المرأة أن تلتزم بالولاء الفاطمي والتقوى والثقافة الفاطمية وبالطهر والعفاف الفاطمي لأنها لن تجد افضل من ذلك تعبيرًا عن قيم الوحي الإلهي وسيرة أهل بيت النبوة.