ليس بمقدور الانسان ان يكون ناجحاً على طول الطريق فسنّة الحياة تقضي بأن يواجه الفشل والخوف والقلق، وهذا المتغيرات الثلاث هي جزء من حياة الانسان التي ممكن ان يعيشها في اي محطة من محطاتها المختلفة، لكن حين تلازم الانسان لفترات طويلة نسبياً ستصبح مشكلة تعرقل النمو النفسي للانسان وتطلق عليه صفة (الفاشل)، فمن هو الشخص الفاشل؟
وما الذي يوصله الى هذه النتيجة؟
الفشل هو نقيض النجاح تماماً، وحين يكون النجاح حالة صحية يظفر بها الفرد ويتقدم بها وصولاً الى المبتغى في الحياة (الهدف)، لا يعني ان الفشل يجب ان يحل في حياة الانسان فهو حالة نعيشها رغماً عنا، وليس عيباً ان نفشل ابدا، بل العيب هو الرضوخ لهذه الحالة السلبية، والافضل ان نحوّل من فشلنا الى نجاحات، وبذا تعلمنا من اخطائنا بدل ان نجعلها تنال من جرفنا وتقتل فينا اللهفة الى الحياة.
نحن نؤمن بأن حالة الفشل يمكن أن تُعد شرنقة تغطي الإنسان وتخنقه، فإن أراد هذا الإنسان أن يتنفس ويرى النور فإن عليه تمزيق شرنقة الفشل والخروج منها، لكن هذا الفعل لا يتم من الخارج بمساعدة الآخرين، بل لابد أن يكون التمزيق من داخل الشرنقة كما تفعل الحشرات الصغيرة التي تمزق شرنقتها من الداخل وتتمكن من الخروج إلى الهواء الطلق، وهذا بحد ذاته يحتاج الى مهارات وفهم للحياة وبالتالي استيعابها.
- مَن هو الانسان الفاشل؟
جملة من الامور تنطبق بحرفية على الانسان فتجعل منه فاشلاً، سنذكر اهمها بإيجاز وهي كم يلي:
1- يرى الفاشل انه الافضل من بين الجميع ويفترض ان هذه الافضلية يجب تنطبق على حياته بصورة عملية، فيعيش أفضل الحالات، سواء في الحياة أو في الوظيفة، كما يعتقد أن الآخرين وإن نجحوا فأنه الافضل منهم وماهم إلا مقلدين او سارقين لنجاحه، ولو حدث له ان يفشل فبفعل حقد الآخرين عليه حسدهم له.
2- عادة ما يكون الفاشل كثير التبرير في محاولة منه للظهور بمظهر السواء ولا اختلاف بينه وبين الآخرين، وهو يتمنى رؤية كل من حوله فاشلين، كي لا يكون هو الوحيد من بينهم بهذه الصورة، وحين يراهم ناجحين سيتحول الى كتلة من الحقد عليهم ويتوقد غل وكراهيته لهم، فهو لا يحاول ان يصحح من اخفاقه كي يكون في ركبهم بل يتمنى فشلهم ليكونوا مثله ليس لسبب غير أنه لا يريد أن يرى أناساً ناجحين.
⭐ حالة الفشل يمكن أن تُعد شرنقة تغطي الإنسان وتخنقه، فإن أراد هذا الإنسان أن يتنفس ويرى النور فإن عليه تمزيق شرنقة الفشل والخروج منها
3- لا يفضل الفاشل إحداث تغير في حياته وبذلك هو لا يريد أن يغير في حياته ويسير بجانب الحائط حتى لا يتعرض او يواجه اية صعوبة، فلو طلب منه مسؤوله في العمل تغير طريقة عمله او تحديثها فأنه يعد ذلك ارهاقاً له وتحمله اكثر من طاقتهم.
4- الفرد الفاشل ليس لديه اهداف او طموحات يسعى لتحقيقها ويفضل الإبقاء على الموجود، وهو بهذا التفكير اقرب الى البهائم منه الى البشر فهو يأكل ويشرب ويتكاثر فقط، ولو سألته ماذا تريد ان تكون بعد 10 سنوات من الآن سيجيب بكل بساطة لا اعرف، هذا الانسان ما يهمه ان يعيش في حدود يومه فقط.
⭐ الفرد الفاشل ليس لديه اهداف او طموحات يسعى لتحقيقها ويفضل الإبقاء على الموجود
5- إن حصل واكتسب الفاشل خبرة معينة او معلومة مفيدة فإنه يمتنع عن تقديمها للآخرين او يخفيها عنهم وينكر امتلاكها، لكي لا يستفيدوا منها، وهذا يحدث في الحياة المهنية اكثر من الحياة العادية، فالموظف الفلاني يمكن أن يمتلك الكثير من المعلومات في الحقل الفلاني، لكنه يقفل عليها حتى لا يستفيد منها أحد، خوفاً من نجاحهم وفشله هو.
6- الفاشل كثير الثرثرة فهو يتكلم اكثر مما يعرف ويحاول ان يتكلم في اي موضوع يثار، لأثبات انه فاهم وهذه الرغبة هي نتاج الاحساس بالنقص، وإن لم يكن هنالك من حديث فهو يصنع حديث وان كان تافهاً، المهم ان يتسيّد المجلس لينشر حديثه التافه ويظل هكذا طوال اليوم، تلك أبرز الإشارات التي إن توفرت في اي انسان فلك ان تحكم عليه ومن دون تردد انسان فاشل، اعاذنا واياكم من الفشل واهله والبسنا ثوب النجاح والتميّز.