ان لثورة الإمام الحسين، عليه السلام، اثر واضح في تحديد ملامح الحياة السياسية من التاريخ الاسلامي في تلك الحقبة، واثر خالد في حياة المعارضين لأنظمة الاستبداد والطغيان على مر العصور.
📌زيارة الأربعين تأكيد على أن راية كربلاء هي راية الله في العالمين، وما مسيرة الاربعين المظفرة والمليونية إلا بيعة جديدة في كل عام نؤديها لسيدنا، ومولانا وقائد مسيرتنا المهدي المنتظر
ولثورته، عليه السلام، نهضة سياسية كانت ولاتزال صرخة مدوية في وجه الظلم بجميع صوره نهضته، عليه السلام، شكلت انموذجاً صار عبر التاريخ مثالا يحتذى به، فمَن نهض مع قلّة الناصر لتصحيح المسيرة يستذكر الإمام الحسين، عليه السلام، وبذلك استوى المسلم وغير المسلم، وهذا غاندي الزعيم الهندي قال كلمته المشهورة: “تعلمت من الحسين ان اكون مظلوما فانتصر”.
- الإمام الحسين عليه السلام المدافع عن ثقل النبوة وحرم الولاية
حينما ترفع راية المظلوم فإن كل المظلومين والمضطهدين والمستضعفين ستلتف حولك، وتسعى إليك لأنك تكون صوت العدالة، ونداء الانسانية في البشر، ولهذا عندما صرخ ونادى المولى السبط سيد الشهداء في تلك الصحراء المقفرة وما سمعوه، بل كتموا أنفاسه الطاهرة، وقطعوا أوداجه التي كانت تضخ الحبَ والسلام في بني آدم، ليرض المجرم العتل الزنيم ابن مرجانة، وسيده الشرير ابن ميسون، ويزيد السلطان الظلوم الغشوم الذي شوّه الحياة بفسقه وفجوره وتهتكه واستهتاره بالحقوق والدماء والأعراض والاموال المعصومة منه فانتهكها كلها ظلما وعدوانا.
فالإمام الحسين، عليه السلام، بعد أن قُتل جميع اهله وأبناءه وأصحابه وقف فريداً يُقاتل ويدافع عن ثقل النبوة، وحرم الولاية الربانية تلك الوحوش الضارية التي ملأت الفلاة، ومنعوهم من ماء الفرات، فما عساه أن يفعل إلا أن يصرخ طالباً النصرة، فنادى روحي فداه بأعلى صوته: “هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله، صلى الله عليه وآله، وسلم، هل من موحد يخاف الله فينا، هل من مغيث يرجو الله باغاثتنا، هل من معين يرجو ماعندالله في اعانتنا”.
ثم وقف وحيدا فريدا، لاناصر ولا معين، ولا اخ ولا ولد، فصاح مرةً أخرى في أواخر لحظاته وحالات انقطاعه إلى الله وهو متكئ على رمحه يتحسر على اولئك الأبطال المجزرين: “يامسلم، وياهاني، ويا حبيب، ويا زهير، ويا مسلم بن عوسجة، ويا أبطال الصفا ويا فرسان الهيجاء، ما لي اناديكم فلا تجيبوني وادعوكم فلا تسمعوني فأنا لله وإنا إليه راجعون”، بهذه الكلمات نادانا الإمام الحسين، عليه السلام، فلبينا، وطلب النصرة فزحفنا اليه بالملايين، فكان كما قال ذاك الشهيد من أبنائه حيث قال:
نادى فما برح الخلود يرددُ
والأرض تصغي والسماء تؤيدُ
انا قد أتيت فكل ظلم زائل
انا قد أتيت فكل عبد سيد
إنه لسان حال رسول الله ص وإله وسلم، وحفيده ورافع رايته وناشر دينه ورسالته، في العالمين لان الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء والخلود.
- راية كربلاء هي راية الله في العالمين
زيارة الأربعين تأكيد على أن راية كربلاء هي راية الله في العالمين، وما مسيرة الاربعين المظفرة والمليونية إلا بيعة جديدة في كل عام نؤديها لسيدنا، ومولانا وقائد مسيرتنا المهدي المنتظر، عجل الله ـ تعالى ـ فرجه، قائلين له: نحن على العهد باقين ولظهورك من المنتظرين، ولك ولجدك المظلوم سيد مظلوم سيد الشهداء ناصرين.
هذه المسيرة المباركة هي مسيرة عز وفخر وشرف وكرامة وذخر لهذه الأمة التي قتلت ابن بنت نبيها لأجل دعيها، وفاسقها، وشريرها، وسلطانها، وحاكمها الفاسق الفاجر، ومازالت مصرة على جريمتها تعبد السلطان وتعصي الرحمن، ورسولنا، صلى الله عليه وآله قال: “لهم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”، ولكن شياطينهم اخترعوا لهم روايات تذلهم وتهينهم ليخضعوا للسلطان الغشوم المظلوم، وها هي الأمة الإسلامية جمعاء، ترى بأم العين كيف حكامها وسلاطينها انبطحوا وراحوا يلعقون أحذية الصهاينة واليهود، ويخرجون من دين الله أفواجا إلى دين صنعوه لهم في اقبية المخابرات البريطانية قديماً باسم الوهابية التي نبغت من قلب نجد قرن الشيطان، ثم الإبراهيمية، التي يصنعونها هذه الأيام في الغرف السوداء لامبراطورية الشر الشيطانية.
لم يبقَ من الأمة إلا انتم ياعشاق الحسين، عليه السلام،، وتبقى زحوفكم المليونية المباركة شوكة في عيون الأعداء فهم في حيرة من أمرهم، فماذا يفعلون بكم، وما السبيل ليخرجوا الإمام الحسين، عليه السلام، من قلوبكم، وبيوتكم، وعقولكم، وافكاركم، وحياتكم.
او كيف يخرجكم من حضن الحسين، عليه السلام، ومجالسه، وزياته، ومرقده وانتم ترخصون كل شي في سبيله!
في زيارة الأربعين تتجلى قوة الأمة وعظمتها، وعزتها، وشرفها وكرامتها، لان الذي يستطيع أن يجنّد اكثر من خمس وعشرين مليون ليأتوا إليه سيرا على الأقدام بمسيرة وتظاهرة ومؤتمر عفوي قيمي حضاري يمتد لأكثر من خمسمائة كيلو متر متصلون ليلهم بنهارهم لايخافون أحدا، ولا أحد يعتدي على احد والكل يتمنى الخدمة ليكون من خدام ذاك الإمام القائد سيد الشهداء، عليه السلام.
📌في زيارة الأربعين تتجلى قوة الأمة وعظمتها، وعزتها، وشرفها وكرامتها
الأعداء ينظرون إليكم من خلال تواجدكم في المجالس الحسينية في محرم الحرام، ثم ينتظروكم ليروا ما تفعلون وكيف تتفاعلون مع مسيرة الأربعين المظفرة، ليرسموا لكم الخطط المعادية ولكن في كل عام تفاجؤونهم بجديد، ويعطيكم سيد الشهداء المزيد من الحب والحنان والقوة والتأييد.
فبوركت مسيرتكم، وبورك جهدكم وجهادكم أيها الحسينيون الأبطال يا مَنْ ترسمون أرقى وأنقى لوحة للجمال في العالم في مسيرتكم المليونية التي لو تُركت لتواصلت لآلاف الكليلومترات فلربما كان أولها في كربلاء وآخرها في مشهد غريب الغرباء في أقصى خراسان عند الإمام الرضا، عليه السلام.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أبناء الحسين وعلى إخوة الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته وتحياته، وعلى كل الحسينين في كل زمان ومكان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين على نعمة الخدمة للإمام الحسين، عليه السلام.