مناسبات

كرامة زائر الأربعين من كرامة الإمام الحسين

ان الاهتمام بمناسبة زيارة الأربعين أصبحت شعيرة إسلامية ترتبط بأهمية العدد الأربعين وهي عادة قديمة كانت تقام في الديانات الماضية، وقد وردت أحاديث شريفة في قدسية العدد الأربعين، عن الأئمة الأطهار، عليهم السلام، منها ما ذكره ابن شهر اشوب في مناقب ال ابي طالب في ذكر  شهادة الإمام علي عن ابي ذر الغفاري عن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم:  “أن الارض لتبكي على المؤمن أربعين صباحا”

📌 المشي الي الإمام الحسين، عليه السلام، في الأربعين فيه الكثير من الابعاد والدلالات؛ ففيه تعبير عن التفاعل المبدئي مع قضية الإمام الحسين، عليه السلام، وفيه دلالة على الالتزام الديني، وتعبير عن البعد الانساني والاجتماعي

عن زرارة بن أعين عن الامام الصادق، عليه السلام: “أن السماء بكت على الحسين، عليه السلام، أربعين صباحا بالدم والأرض بكت عليه أربعين صباحا بالسواد والشمس بكت عليه أربعين صباحا وما اختضبت امرأة منا ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى اتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده”.

  • دلالات المسيرة الحسينية وزيارة الاربعين

وردت روايات كثيرة دلت على الاجرالعظيم للخطوات التي يتحرك بها الزائر، ومن أبرز الفعاليات التي أكدتها النصوص هي المشي لزيارة الأربعين، عن الامام الصادق، عليه السلام: “اللهم يا من خصنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة وخصنا بالوصية واعطانا علم ما مضى وعلم مابقى  وجعل افئدة من الناس تهوي إلينا اغفر لي واخواني وزوار قبر ابي عبد الله الحسين عليه السلام، الذين انفقوا أموالهم واشخصوا ابدانهم رغبة في برنا وسروراً ادخله على نبيك واجابة منهم لامرنا وغيظا ادخله على عدونا اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حضرة ابي عبد الله الحسين، عليه السلام، وارحم تلك الأعين  التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا اللهم اني استودعك تلك الأبدان وتلك الانفس حتى توفيهم على الحوض يوم العطش الأكبر”.

المشي الي الإمام الحسين، عليه السلام، في الأربعين فيه الكثير من الابعاد والدلالات؛  ففيها تعبير عن التفاعل المبدئي مع قضية الإمام الحسين، عليه السلام، وفيها دلالة على الالتزام الديني، وتعبير عن البعد الانساني والاجتماعي لان هذه المسيرة المليونية تمثل حركة يقودها الناس بانفسهم بحيث يقدم الواحد منهم خدماته المجانية للزائرين وينفقون، و يشعرون بالفخر والاعتزاز.

إنها تحمل من الابعاد والقيم الانسانية التي لا يعدها ولا يحصيها  العادون فهي ملحمة تعبر عن قوة نهضة الإمام الحسين، عليه السلام، وعلينا ان لا ننسَ انها مسيرةحزينة تؤكد على الجزع والبكاء لان سمتها الاساسية الحزن والاس على الإمام الحسين وأهل بيته من الودائع النبوية.

جميع  التحديات التي تواجه المسلمون اليوم وبشكل خاص العراقيين لن تثنينا عن مواصلة طريق الامام الحسين، عليه السلام، و ما نشهده من تزايد  اعداد الزائرين سنويا انها هي صرخة مدوية في وجه الظلم والظالمين.

  • واجبات الخادم والزائر

إن تعظيم شعائر الله واحياء مجالس العزاء لابد أن يكون في مرضاة الله  ـ تعالى ـ وتعاليم الإسلام، ولهذا أشار الإمام الباقر، عليه السلام: “إن اكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم اخلاقا”، فأكد على دورالاخلاق وضرورته لإنه موجب لمرضاة الله ـ تعالى ـ وعلينا أن نتعاون في حل كل الظواهر السلبية التي تسبب الزحام بين صفوف الزائرين تيمنا بقول رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: “اماطة الأذى عن الطريق صدقة”.

📌 ان غيرتنا على الإمام الحسين، عليه السلام، يجب أن تتجلى في احياء مراسيم الزيارة والعزاء الحسيني وان يكون الهدف من ورائها تعظيم شعائر الله ـ عز وجل ـ.

ان غيرتنا على الإمام الحسين، عليه السلام،  يجب أن تتجلى في احياء مراسيم الزيارة والعزاء الحسيني وان يكون الهدف من ورائها تعظيم شعائر الله ـ عز وجل ـ.

لماذا قال الإمام الصادق، عليه السلام: “إن لقتل جدي الإمام الحسين، عليه السلام، حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد ابدا”، هذا الحب والحزن على مصاب الإمام الحسين، عليه السلام، ومظلوميته هي التي ابقت احياء نهضة الإمام الحسين، عليه السلام، بكل أبعادها لأنها مقرونة بالحديث النبوي الشريف: “احب الله من أحب حسينا”،  يعني من يحب الحسين، عليه السلام فهو يحب الدين الذي يحبه والقيم والإصلاح الذي يحبه الله والحسين، عليه السلام.

  • لننال رضا الله ورضا الإمام الحسين عليه السلام

ما قام به الإمام الحسين، عليه السلام، في نهضته الإصلاحية كانت امتدادا لدعوة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، لنشر الاسلام، وهو الامتداد الطبيعي للنبي، صلى الله عليه وآله، بنص حديثه، صلى الله عليه وآله: “حسين مني وانا من حسين”.

هنيىا لكل الخدام والزوار ولكل من امتزج مع الحسين، عليه السلام، فكراً وعقيدة، وتضحية، وولاء لكل الحسينين الذين تحدوا الظلم والفساد، ومواجهة الطاغوت واقتنعت بالعبودية والاسلام لا يزال في طريقه لذلك ضحى الحسين، عليه السلام، ليعود الإسلام إلى مساره المحمدي.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا