الهدى – وكالات
نشرت مجلة “نيوزويك” الامريكية (Newsweek) مقالا لرئيس المنظمة البورمية للروهينغا في بريطانيا تون خين، نبّه فيه إلى أن هذه الأقلية المسلمة في ميانمار دفعت دفعا إلى حافة الإبادة الكاملة بعد 5 سنوات من اجتياح جيش ميانمار ولاية راخين، حيث عاش شعبه منذ أجيال.
وأضح كيف أنه على مدى أسابيع قليلة قتل الجنود آلافا من شعبه، وأحرقوا مئات القرى، واغتصبوا النساء، حتى اضطر نحو 800 ألف شخص إلى الفرار بأنفسهم عبر الحدود إلى بنغلاديش.
واليوم، كما يقول الكاتب، يقبع أكثر من مليون شخص في مخيمات اللاجئين المكتظة في بنغلاديش، في حين أن الجيش الذي ارتكب هذه الفظائع أصبح أقوى من أي وقت مضى، بعد أن نفذ انقلابا ضد الحكومة المدنية في عام 2021.
وحث الكاتب العالم على التحرك الآن لمنع هذه الإبادة الجماعية المستمرة ضد شعبه، بدءا بدعم جهود العدالة الدولية التي وفرت بصيص أمل.
ولفت إلى أن “حملة التطهير” العسكرية الشريرة للروهينغا في عام 2017 لم تحدث من فراغ، وأن ميانمار قادت جهودا استمرت عقودا للقضاء عليهم وإفناء شعبهم، كما نُفّذت حملات عسكرية مثل تلك التي وقعت قبل 5 سنوات في عام 1978 وأوائل التسعينيات وفي عام 2016.
وقال إن هذا العنف الصارخ اقترن بسياسات قمعية تمنع الروهينغا من الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية وسوق العمل، ولا عجب أن الحكومة الأميركية اعترفت رسميا في مارس/آذار من هذا العام بما عرفه الروهينغا منذ عقود: “أننا نواجه إبادة جماعية”.
وأضاف خين، أن 600 ألف من الروهينغا الذين ما زالوا في ميانمار، تمثل لهم ولاية راخين في الأساس سجنا مفتوحا، وأن العديد منهم حبيسو القرى ويجب أن يدفعوا رشوة أو يخاطروا بحياتهم لمجرد الذهاب إلى المستشفى أو المدرسة.
وألمح الكاتب إلى أن كثيرا من الأصدقاء وأفراد الأسرة الذين تحدث إليهم في ولاية راخين يشعرون بالرعب من أنهم سيصبحون عاجلا أم آجلا الأهداف التالية لعنف المجس العسكري، لتضامنهم مع كل شعب ميانمار ضد عدوهم المشترك، الجيش.
وختم مقاله بأنه قبل 5 سنوات شاهد برعب جيش ميانمار وهو يطلق العنان لعنف لا يوصف في ولاية راخين، وأنه يجب على العالم أن يتحرك الآن، ليس فقط لتجنب تكرار ما وقع، ولكن لضمان بقاء الروهينغا.