الهدى – متابعات
شهدت عدد من مناطق القطيف، كسراً للقيود المفروضة على ممارسة الشعائر الدينية من قبل آل سعود، حيث شهدت البلدات مواكب حسينية جابت الشوارع دون الإذعان للشروط التي كانت قد وضعهتها السلطات.
وتكرر مشهد الإحياء بما فيه من روح التحدي والإصرار على إعلاء صوت الحق في عدد من المناطق منها الجارودية، تاروت، الربيعية، الشريعة، صفوى.
و لم تقتصر مواكب العزاء على الرجال، بل شملت أيضا النساء اللذين خرجن إلى الشوارع رافعين رايات الحسين (عليه السلام)، كما لم يوقف قرار جهاز المباحث القاضي بمنع إنعقاد المجالس والمواكب الحسينية في غير الأماكن المصرح عنها وما صدر عن “الحكومة السعودية” من حظر على خروج مواكب العزاء في شوارع القطيف.
وشارك العديد من المعزيين ومواسيي أهل البيت في مواكب الشهداء بالربيعية وتاروت، كما انتشرت صور لمواكب العزاء في كل من ساحة القلعة والجارودية.
ويأتي ذلك، بعد أن أصدرت مديرية الجوازات بيانا حددت فيه عمر الأربعين عاما للتقدم بطلب تصريح السفر إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، وذلك ضمن سلسلة الإجراءات القمعية ضد الطائفة الشيعية.
حيث تعالت الهتافات في القطيف “ربي ارزقني زيارة الأربعين نروح مشاية ونحّر الحاقدين”، ودائما ما يلجأ النظام السعودي إلى ابتداع أساليب جديدة يحارب من خلالها الحضور الشيعي واحياء المناسبة في الأحساء والقطيف، حيث بات الأمر بروتوكولا يستعد له أبناء شبه الجزيرة العربية في كل عام.
ويسهل لأي مراقب للإجراءات السعودية أن يعي تماما بأن دائرة الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف ألحقت بمهامها التنفيذية، مهمة مراقبة ومحاصرة الحريات الدينية التي تكفلها القوانين الدولية وتقييدها متى ما كان الأمر ممكناً. وفي السياق نفسه.
وككل عام يبدي أبناء القطيف والأحساء الاستعداد لمواجهة سياسات النظام القهرية وإجراءاته التمييزية والطائفية بحق أهالي المنطقة. هذا العام أيضا، فرض جهاز المباحث العامة عبر دائرة الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف قيودا واجراءات كيدية على الأهالي مع قرب ليالي شهر محرم، وجاء ذلك تحت عنوان ” ضوابط تنظيمية خاصة بإحياء موسم عاشوراء”.
وخلال التمحيص بما سمي بالضوابط، يظهر أن أحد جوانب تقييد إحياء ليالي عاشوراء ترتبط بإلزام القائمين على مواقع العزاء التوقيع على نماذج الشروط والضوابط المعدّة، وبالتالي تحمل مسؤولية أي خرق قد يحدث واتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة . هذا عدا عن ضرورة تسجيل أصحاب المآتم لبياناتهم لدى دائرة الأوقاف والمواريث. ومن ضمن الاجراءات الكيدية، منع تعليق الرايات والأعلام في الشوارع والميادين العامة وحتى المنازل والمباني في محاولة لمنع مظاهر العزاء والحزن على أهل البيت وتجديد الولاء لهم.