مناسبات

قيمة العلم ومنزلة الفقهاء في مدرسة عاشوراء

في رسالة الإمام الحسين عليه السلام إلى حبيب بن مظاهر الأسدي يصفه فيها: “من الحسين بن علي إلى الرجل الفقيه”.

لماذا الإمام الحسين عليه السلام، وصف حبيب بالرجل الفقيه؟

ولماذا يبعث له رسالة خاصة ويدعوه بدعوة خاصة؟

 ولماذا يولي له احتراماً كبيراً؟

 ولماذا يدخر إحدى الرايات ولم يعطها لأحد ويقول سيأتي صاحبها ويقصد حبيب؟

ولماذا يلقب حبيب بشيخ الأنصار رغم وجود من يكبره سنناً في كربلاء؟

ولماذا هذه المنزلة الخاصة التي أصبحت لحبيب دون بقية الأنصار؟

الجواب باختصار لأن حبيب كان رجلاً فقيهاً.

وحيث إن أهل البيت عليهم السلام يقدسون العلم ويحترمون العلماء والفقهاء.

وقد جاء عنهم في وصف العلماء؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “العلماء قادة و المتّقون سادة و مجالستهم زيادة”.

وايضا قال أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، عليه السلام: “الْعُلَمَاءُ حُكَّامٌ عَلَى النَّاسِ” وقال: “العلماء باقون ما بقي الدهر”. وقال: “تفقه في الدين فإن الفقهاء ورثة الأنبياء”.

وعن الإمام الكاظم، عليه السلام، قال قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “الفقهاء أمناء الرسل”.

وهكذا الكثير من الروايات والآيات التي تبين أهمية العلم وفضل العلماء حيث يقول الله ـ عز وجل ـ: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.

وقد أكد أهل البيت عليهم السلام على إن طاعة الله إنما تكون من خلال العلم وهذا ما قاله الإمام الكاظم عليه السلام: “يا هشام نُصِبَ الخلق لطاعة الله ولا نجاة إلا بالطاعة والطاعة بالعلم والعلم بالتعلم، ولا علم إلا من عالم رباني”.

📌 فعلى المؤمنين الحسينيين أن يجعلوا للعلم قيمة وللعلماء عندهم محبة واحترام وتقدير وتعظيم، وأن يكثروا من مجالستهم ويتزودوا من حديثهم

كما ان شرط العمل هو العلم كما صرح بذلك أهل البيت عليهم السلام، في أحاديث عديدة منها:

“العامل على غير بصيرة، كالسائر على غير الطريق لا تزيده سرعة السير إلا بعدا”

وأيضاً: “من عمل من دون علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح”.

وهكذا الإمام الحسين عليه السلام يعطي لنا درساً ويبعث لنا رسالة؛ أن عظموا العلماء واحترموهم وارتبطوا بهم، واجعلوا العلم هو المقياس لتعظيم الناس.

فعلى المؤمنين الحسينيين أن يجعلوا للعلم قيمة وللعلماء عندهم محبة واحترام وتقدير وتعظيم، وأن يكثروا من مجالستهم ويتزودوا من حديثهم. وأن لا تخلوا مجالسهم التي يقيمونها لذكر الإمام الحسين عليه السلام، من خطيب متفقه أوعالم فاضل، وأن يقتدوا بإمامهم الحسين عليه السلام، في تعظيم العلماء واحترامهم وجعل لهم منزلة خاصة.

عن المؤلف

الشيخ حسين الأميري

اترك تعليقا