نرى في الوقت الحاضر ازدياد ظاهرة الإبتزاز في المجتمع وتتعدد أنواعه وأساليبه، ويستخدمهُ المُبتز لتحقيق غاية أو منفعة معينة، فيبتز الضحية ويهدده بشيء يؤذيه اذا لم يفعل ما يأمره بهِ.
ويعاني الاغلبية من هذا الابتزاز، وخاصة بين المقربين كالزوج والزوجة، الآباء والاولاد وحتى الاصدقاء، كأن يقول الأب لأولاده: إن لم تعمل ما أأمرك به فسوف اعاقبك، وايضا يجبر الزوج زوجته على فعل معين لا تحبه فيقوم بابتزازها ويعاقبها.
📌 تدرب على التوقف قبل الاستسلام والامتثال لمطالب المُبتز، تدرب على قول: لا
وفي بعض الاحيان ايضا يكون الابتزاز بين الصديقات فمثلا تبتز الصديقة صديقتها الغنية أن لم تعيرها مبلغا من المال فستقوم بنشر صورها، او ماشابه، فهذه كلها أساليب تندرج ضمن مايسمى بالإبتزاز العاطفي.
- متى أتاكد اني مبتز عاطفيا؟
عندما يطلب منك شخص طلبا معينا، و ليس في مقدورك أن تعمله، او شيئاً خارج إرادتك، والذي طلبه منك سوف يترجاك ان تقوم به، او يقوم بتهديدك بطريقة تؤذيك فتنجبر على فعل هذا الشيء. فهنا تأكد انك أصبحت وسيلة للتلاعب بك.
يجب عليك أن ترفض اي طلب ما دام هذا الطلب خارج حدود ارادتك، او تكره عمله، حتى وإن كان الذي طلبهُ منك قريب عليك او صديقك العزيز، فتأكد الذي يحبك ويريد لك الخير لا يقبل أن يؤذيك ويحترم قرارك بالرفض.
- ماهي انواع الأبتزاز العاطفي
حددت الدكتورة سوزان فورود في كتابها الابتزاز العاطفي عدة انواع من الابتزاز:
اولا: المبتزون المعاقبِون
يهدد المبتزون المعاقبِون أيذاءك بشكل مباشر؛ فقد يمنعونك من رؤية اهلك، او اصدقائك واحبائك، وقد يصل بهم الامر الى إيذائك جسدياً، اذا لم تذعن لهم، هذا النوع من المبتزين يستخدم أحياناً عبارات مثل: إن عدت للعمل سأتركك، إن طلبت الطلاق لن ترى أطفالك مرة أخرى.
ثانياً: المبتزون المعاقبون للذات
وهم عكس الصنف الأول المباشر الذين يوجهون تهديداتهم لك، هؤلاء المعاقبون الذات يهددون بإيذاء أنفسهم كشكل من أشكال الابتزاز، ويخبرونك أنه سيكون خطؤك إذا فعلوا ذلك بأنفسهم، وقد يبدأ التهديد بالامتناع عن الطعام أو الدواء، ليصل إلى التهديد بالانتحار أحياناً.
المبتزون المعانون:
سوف يلومك المبتزون المعانون على حالتهم العاطفية ويشعرونك بالذنب طوال الوقت، ويجعلونك تشعر أنك المسؤول عن تعاستهم، وسيتوقعون منك تنفيذ رغباتهم لجعلهم يشعرون بتحسن. قد يقولون، اخرج مع أصدقائك إذا أردت لكنني سأقضي المساء كله أشعر بالحزن والوحدة إذا فعلت ذلك.
- كيف نتخلص من الابتزاز العاطفي؟
اولا: عدم الخوف من الرفض
الشعور بالخوف يحمينا ويحافظ على حياتنا عن طريق تجنبنا للالم، فالشخص المبتز يستغل خوفك هذا من اجل ان يحقق مطالبه على حسابك، فالنفس البشرية بطبعها تبحث عن القبول الاجتماعي، ولكن عندما تقوم بتحديد قيمة نفسك على اساس مدى رضا من حولك عن تصرفاتك، فإنك هنا تعطي الشخص المبتز الاذن في ان يضغط عليك من اجل تحقيق مطالبه في العلاقة ، ولذلك لابد من ان تفعل ما انت مقتنع به، مادام في طاعة الله .
ثانياً : عدم الخوف من الغضب
عندما تخاف من غضب المبتز فإنك في الحقيقة تخاف من ان يقوم بإيذائك في نوبة غضبه، ولكن الحل هنا انه عندما يغضب ان تخبره انك لن تستمع إليه طالما انه غاضب وانك ستخرج من الغرفة واخرج بالفعل منها .
ثالثاً: مواجهة الطرف المبتز عاطفياً ومواجهته بحقيقته، دون أي مجاملة، وعدم التعامل معه أبداً.
رابعا : تغيير طريقة تفكيرك
أنت تستحق الاحترام، وعليك أن تغير من طريقة تفكيرك والتعامل مع الموقف بطريقة مختلفة. التغيير مخيف، لكنه الشيء الوحيد الذي سيساعدك، خلاف ذلك، سوف ينتهي بك الأمر في حياة مدمرة.
خامسا: تدرب على قول كلمة (لا)
تدرب على التوقف قبل الاستسلام والامتثال لمطالب المُبتز، تدرب على قول: لا، حتى عندما لا تكون التهديدات واضحة. كن حازما، لا تستسلم فورا لما يريده المبتز، خاصة إذا كان الابتزاز يشتمل على تهديد، لأن عدم قول “لا” يعني أن التهديد سيستمر.
📌الشعور بالخوف يحمينا ويحافظ على حياتنا عن طريق تجنبنا للالم، فالشخص المبتز يستغل خوفك هذا من اجل ان يحقق مطالبه على حسابك
ختاماً، يتعرض الكثير للابتزاز العاطفي دون أن يعلموا، وقد يجدون الأسهل هو الامتثال لطلب المبتز دون مناقشته، لعدم إغضابه أو لكسب رضاه، لكن ما يجب أن يعلمه الجميع أن الحق يقتضي بأن تحب نفسك أولاً، وألا ترغمها على شيء و لا تجبرها على شيء لاتحبه، فإن النفس ان قامت بعمل شيء مجبرة فلا تقوم به بالشكل الصحيح والمرضي حتى للطرف الآخر.