فکر و تنمیة

الطموح بوابة الانسان الى النجاح

رغم كل الصعوبات والاشواك التي تعترض سبيل الانسان وقد تمنعه من تحقيق مراده لوقت محدد او قد يستمر ذلك المنع، غير ان الكثير من الافراد لا يصيبهم الملل او الكلل في السعي الى تحقيق الاهداف، فهم يغضون الطرف لاجتياز ازمة او عارض ما، لكنهم يجعلونها نصب اعينهم في حلهم وترحالهم، وفي المحصلة سيصلون وان كان وصولهم متأخر فهو افضل بكثير من عدم الوصول وبالتالي تقبل العيش بين الحفر لكونهم لم يرتدوا ثوب الشجاعة والارادة.

  • ماهو الطموح؟

يعرف الطموح بأنه: ذلك الدافع الذي ينمو بداخل الفرد ليكسبه القدرة على بذل مجهود أكبر لكي يحقق ما يريد، فلا وصول لمبتغى أو هدف بدون حافز، ولا هناك حافز إلا من وراء الطموح.

📌علمتنا الحياة أن الفاشلين هم الذين يضيعون الفرص ويبررون ضياعها ولا يهتمون لها بالمطلق، بينما الناجحين الذي يسيرون بوقود الطموح يستثمرون انصاف الفرص ويحولونها الى نجاحات

علمتنا الحياة أن الفاشلين هم الذين يضيعون الفرص ويبررون ضياعها ولا يهتمون لها بالمطلق، بينما الناجحين الذي يسيرون بوقود الطموح يستثمرون انصاف الفرص ويحولونها الى نجاحات تجعل من حياتهم مرفهة، اضافة الى كونهم يكونون اشخاص نافعين في مجتمعاتهم وليسوا هوامش على صفحات الزمن.

  • مثال في الطموح

لي قريبة في النسب منعتها ظروف معينة من اكمال دراستها فتركت المدرسة وهي في الصف الثالث المتوسط رغم كونها من المتميزات جدا في وقتها، سارت بها الدنيا الى حيث لا تهوى، تزوجت وانجبت اطفال وتوسعت دائرة مسؤولياتها لكن طموحها بقي يدفعها صوب الحلم الدراسي، قدمت على ما يعرف في العراق بالامتحان الخارجي فشلت في المحاولة الاولى لتعاود ثانية، وقد حصلت على معدل يؤهلها للدخول في الدراسة المسائية كون الذي بعمرها لا يسمح له في الدراسة الصباحية، دخلت الدراسة الجماعية وكانت من الاوائل على دفعتها في السنوات الاربع، وهي الان تمارس هوايتها في التدريس ولازال جذوة طموحها متقدة فهي تسعى لإكمال شهادة الماجستير.

  • هل يكفي الطموح للوصول الى الغايات؟

الطموح  هو مداد الانجاز وسر من اسراره كينونته لكني اعتقد انه ليس كافياً لئن ينجز الانسان ما يرنو اليه، ولعلنا نستطيع القول أن الانسان يستطيع الانجاز اذا توفر له جناحين اولهما؛ الطموح، وثانيهما التخطيط الواعي المستند على قواعد عملية رصينة وغير متسرعة او متهورة، فالكثير من الاشخاص الذي عايشتهم في حياتي ومنهم من المقربين يمتلكون من الطموح الشيء الكثير لكنهم يفتقدون الى التعقل والتروي وبالابتعاد عن الارتجال، وهو ما يضيع عليهم الفرص الثمينة بسبب تخبطهم ولات حين مندم.

ويمكن ان يستخدم الطموح بغية الوصول الى الحالة المثالية، او الصورة المثالية التي يرسمها الانسان لنفسه، اذا ما اتفقنا ان واقع الانسان هو ما يرسمه لنفسه بمعنى اننا الى حد كبير نتحكم في مصائرنا وليس مبررا ان نقعد مكتوفي الايدي بدون تخطيط او بدون وجود هدف في الاصل، وبالتالي نقول ان الله قسم لنا هذا، الله يثيب كل انسان بقدر همته وانجازه وهو العادل الاوحد والمنصف الاكبر.

اعتقد ان ظروف الانسان لها دور في ارتفاع نسبة الطموح او انخفاضه، فقد تلاحظ ان ابناء المناطق الفقيرة والمعوزين لديهم دافع كبير نحو تحقيق مراتب علمية سعياً منهم لتأمين فرصة عمل تمكنه من العيش بصورة محترمة وتعويض الحرمان الذي تعرضوا له في سنواتهم السابقة، بينما ينخفض الطموح لدى ابناء المترفين الذي يقطنون في مناطق غنية على اعتبار انهم ليس لديهم خوف من المستقبل وكل شيء متوفر لديهم، وبالتالي ان حصلوا على شهادة او مكسب آخر فبها وان لم يحصلوا فالحياة مؤمنة لهم، هذه القاعدة ليست مطلقة لكنها تنطبق على الاغلب.

📌 إن الكثير من الناس لديهم طموح لتحقيق غاية ما، لكن ليس جمعيهم يحسنون استخدام الطرق الشرعية للتحقيق

للمحيط الاجتماعي اثر فعال في إذكاء الطموح في نفسية الانسان، فحين تكون بين مجموعة من الطموحين حتماً ستنتقل لك عدوى الطموح مما يحفزك نحو العمل وبالبقاء في مستوى اقرانك، لأن تخلفك عنهم سيعرضك الى الانتقاد منهم، وتقوم انت بلوم نفسك وتحقيرها وبالتالي ينخفض مستوى صحتك النفسية، بينما اذا كنت تعيش مع الناس منعدمي الطموح حتماً ستكون تقليدياً وغير منظم وهمك تسير امور يومك وربما ساعتك التي انت فيها مما يجعله متقبلاً للنتائج مهما كانت.

في ختام  كلامي عن الطموح واهمية في حياة الانسان رأيت من الضروري ان نوصي بما يلي:

  1. ضرورة ان يكون الطموح واقعي وما يرسم من اهداف قابلة للتحقيق، وقوام ذلك توافر الادوات والامكانات النفسية والجسدية الكافية لتحقيق الاهداف.
  2. أن يرمي الطموح الى تحقيق غاية معينة مفيدة للفرد والمجتمع وليس الطموح بعبثية، على سبيل المثال حينما تطمح الى ان تكون لديك وفرة مالية يجب ان تخطط لاستثمار هذه الاموال وتوظيفها بما يرضي ضميرك ويرضي الله، وليس الشهرة وممارسة السلوكيات المنحرفة.
  3.  إن الكثير من الناس لديهم طموح لتحقيق غاية ما، لكن ليس جمعيهم يحسنون استخدام الطرق الشرعية للتحقيق؛ فتجد من يقتل، ويسرق، ويظلم، وينافق من اجل نفسه وغاياته، وهنا تحوّل الطموح الى بلاء لا نعمة، في الختام يجب ان يخضع الطموح للقواعد الثلاث هذه لكي يبقى في اطار النعمة السماوية على الانسان.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا