مناسبات

البعد العلمي في دعاء عرفة

الحديث عن دعاء عرفه هو حديث عن تراث فكري مهم يمثل لوناً من ألوان العطاء الإلهي الى البشرية كلها.

 حيث جاء هذا التراث ليترجم لنا مدى الإحاطة والعلم واللطف الإلهي الذي وضعه الله – سبحانه وتعالى – في أوليائه، فنجد هذا اللون من التقديم الفكري المهم لا ينحصر فقط في هذا الدعاء، بل نجد أن ما يتميز به فكر أهل البيت، عليهم السلام، هو ان كل ما يقدمونه على مستوى النصح والذكر والفعل يحمل بين طياته بصورة مباشرة أو غير مباشرة بعدا علميا يمكن أن نلتفت اليه، وأن ندقق في مضامينه كونهم، عليهم السلام، الممثلين والقائمين على دين الله – سبحانه وتعالى – بل هم شركاء القرآن الكريم، بنص حديث رسول الله، صلى الله عليه واله: “إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي”.

📌يجب ان نفهم أن أهل البيت كل ما يصدر عنهم ليس له بعدا واحد وهدفا واحدا، بل ممكن ان نتناول هذا الفكر بكل إبعاده ليكون لنا منبعا صافيا لكل خير ويسر.

 وفي محط ما نحن فيه إذ نجد الإمام الحسين، عليه السلام، قد قدّم لنا تكويناً بلاغيا بطريقة يشرح بها ويفسر ما يحمله الإنسان من عطايا مختلفة على المستوى الجسمي والنفسي والعقلي، ومن هذا يجب ان نفهم أن أهل البيت كل ما يصدر عنهم ليس له بعدا واحد وهدفا واحدا، بل ممكن ان نتناول هذا الفكر بكل إبعاده ليكون لنا منبعا صافيا لكل خير ويسر.

 وبهذا الصدد يجب ان لا ننسى دعوتنا الى كل من يهتم بهذا الفكر العظيم ان يسعى الى فتح مركزا علميا لتراث أهل البيت عليهم السلام، للأخذ على عاتقه الاهتمام بكل ما يتضمنه هذا التراث الفكري وترجمته بطريقة علمية عملية، فضلا عن الاهتمام بكل من يقدم بهذا السبيل من نتاج صادر عن هذا الفكر،  وبذلك نكون قد أحيينا فكر أهل البيت، عليهم السلام، بطريقة حضارية نثبت بها هويتنا الإسلامية، وهو المطلوب كما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: “رحم الله عبد أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا”.

 وبعد هذه المقدمة يمكننا أن نقف على ما نص به الإمام الحسين، عليه السلام، في دعاء عرفه داعيا الله – سبحانه – مناجيا أياه: ” …و سد الهواء بالسماء…)، ومن هذا العبارة يظهر لنا جانبا علميا واكتشافا حديثا ليس سهلا، وهو ان من وظيفة السماء حصر الهواء ضمن نطاق محيط الكرة الأرضية، وبالنظر الى الهواء نجده داخل الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض وليس خارجا عنه، ومن ذلك يحتاج رواد الفضاء الى أوكسجين للتنفس خارج هذا الغلاف فنفهم من ذلك ان الإمام الحسين،ذ عليه السلام، أشار الى الغلاف الجوي قبل اكتشافه وعبر عنه بالسماء.

📌في محط ما نحن فيه إذ نجد الإمام الحسين، عليه السلام، قد قدّم لنا تكويناً بلاغيا بطريقة يشرح بها ويفسر ما يحمله الإنسان من عطايا مختلفة على المستوى الجسمي والنفسي والعقلي،

ولعل أهم ما يمكن التطرق اليه هو لماذا سد الله – سبحانه – الهواء بالسماء فهذا يحتاج الى مقالا آخر قد نوفق الى تقديمه بإذنه – تعالى -، ومما نريد إيصاله والوقوف عنده وهو الاهتمام بهذا التراث الفكري الغني على مستوى الفرد والمجتمع الذي فيه رضا الله – سبحانه وتعالى – في الدنيا والآخرة.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا