في ثقافتنا الشعبية في الكويت إذا كان أحد أفراد العائلة يسبب المشاكل في الزوارة أو أحد شباب الديوانية (نجري) (كثير الجدل) أو أحد المعارف يهتم بتوافه الأمور نقول عنه: شكلك فاضي وما عندك شغل.
وهذه المقولة أو (القَطّة) (وليس القِطّة) تعكس حكمة بليغة في فنّ الحياة، وهي حكمة تناقلتها الأجيال البشرية على مدى الزمن وفي مختلف الثقافات ألا وهي: أن الفراغ، خصوصاً للشباب، مَفْسَدةٌ.
قبل أن أبيّن كيف ذلك، سأبين لماذا بات كثير من الشباب فارغين؟
أولاً: سهولة الحياة مع التقنية الحديثة أفسحت أوقاتاً كثيرة لم يكن يحلم بها أجدادنا وجداتنا في السابق، وهذا ما يؤكده علماء الاجتماع بأن التقنية حررت المرأة وقطاعات كثيرة أكثر مما حررتها حركات تحرير المرأة. (اترك عنك جنون النسويات اليوم).
ثانياً: حصار المجتمع الحديث: في المجتمع الحديث ليس للشاب دور إلا بعد انتهاء الفترة الدراسية؛ الثانوية والجامعية. وهذا وقت متأخر جداً لاستثمار حيوية الشباب، والأمر يزداد سوءً إذا كان المجتمع حديثاً ومغلقاً. هنا يختنق الشباب!
ثالثاً: طبيعة مرحلة الشباب: فهي فترة من سلبياتها تقلب المزاج المستمر، وذلك لأن الهوية بعدُ لمّا تتشكل. فيمل من الأعمال الشاقة، وتقل مداومته على الأشغال.
لكن كيف سيقتل الفراغ شبابك؟
يقول الإمام علي، عليه السلام: إِنْ يَكُنِ الشُّغُلُ مَجْهَدَةً فَاتِّصَالُ الْفَرَاغِ مَفْسَدَةٌ.
أولاً: ستكون طُعمةً لخطط الآخرين: الفارغ لقمة سهلة لمخططات الآخرين، وكما قيل: إن لم تكن لك خطة، فأنت ضمن مخطط الآخرين.
ثانياً: نمو احتقار الذات: سينمو مع الوقت عند الفارغ الشعور بالحقارة الذاتية، قد يتسبب بنمو عقد أخرى.
ثالثاً: مقارنة الشيطان: الفارغ من أسهل صيدات الشيطان، لأنّه سيفكر في أمور تافهة، ويكون عرضة للتنقل بين صفحة وأخرى في وسائل التواصل، ويتجرأ شيئاً فشيئاً على تجربة أمور مخطورة؛ كالمخدرات وغيرها.
خطط ليومك وأسبوعك . . واشغل يومك بالأعمال . . واجعل راحتك بالتعب والعمل.