تربیة و تعلیم

طريقة حل المشكلات في التدريس

التعليم ليس عملية آلية ثابتة في التنفيذ بقدر ما هو عملية تلقائية، وهذا يعتمد على ما يقدمه المعلم من مؤثرات أو مثيرات قد تحرك العمليات العقلية عند المتعلم أو تثيره أثارات معينة، بحيث تجعله يسلك سلوك يؤدي الى الهدف المقصود أو الغاية التي ينشدها التعليم.

 ومن ذلك يتطلب التعليم مدخلا خاصا معدا للدخول في تحقيق غاياته اي بمعنى توظف ما يجعل التعليم ممكنا، ومن ذلك تعددت مداخل التعليم والتعلم تبعا للجوانب والأبعاد التي تحدد شخصية المتلقي، وهذا يفسره ما ظهر لنا من أبحاث ودراسات ونظريات فسرت سلوك الإنسان، والذي يشكل أساسا مهما في انطلاق عملية التعلم والتعليم، وزيادة في وضوح ما سطرناه ومثالا عليه اذ نجد الجمال يشكل تكوينا خاصا لدى الإنسان.

وبذلك نجد معظم ما يختاره الإنسان ويتقرب اليه أو يكون اقرب اليه هو الأجمل وإن اختلف البعض في تفسير مفهوم الجمال، إلا أننا نجد عندما نغلف الأشياء بغلاف جمالي نجدها مقبولة أكثر من ان تكون عكس ذلك، وعليه فالجمال ممكن ان يكون مدخلا للتعلم أو التعليم بشكل عام.

📌 مداخل التعليم والتعلم تتوقف بشكل رئيس على إبداع المعلم أو القائم بعملية التدريس، إذ هو من يحدد المخل المناسب الذي يقدم فيه معلوماته

 فمداخل التعليم والتعلم تتوقف بشكل رئيس على إبداع المعلم أو القائم بعملية التدريس، إذ هو من يحدد المخل المناسب الذي يقدم فيه معلوماته، سوء أكان ذلك بشكل استفهامي أو تقريري بمعنى يصوغ طبيعة المعلومات التي يقدمها للمعلم صياغة استفهامية، أو غيرها لتكون مدخلا مهما يحرك المتعلمين نحو الهدف التعليمي المنشود.

📌 يؤدي حل المشكلة الى التزود بخبرات لها قيمة في حياة الطلاب كقيمة تذوق الجمال أو التفكير المنطقي أو مفهوم الحرية داخل الأسرة

 وهذا أيضا يحدده طبيعة المعلومات التي تقدم للمتعلمين فبعضها استفهامية، اي تتطلب بحث وحلول والبعض الأخر نحن من يصوغ هذه المعلومات بالشكل الذي يجعل منها اقرب للظاهرة من غيرها، ولعل طريقة حل المشكلات خير مثال عما قدمناه، لتكون لنا طريقة يمكن أن نقدم بها المحتوى التعليمي بالشكل الذي يجعل من المتعلم باحثا أو مشاركا في عملية التعلم التي يقصدها المعلم.

  • طريقة حل المشكلات:

قبل التطرق الى بيان مفهوم أو تعريف طريقة حل المشكلات لابد لنا من أن نقف على تعريف المشكلة وأنواعها فالبعض عرفها على انها:

  • حالة شك وحيرة وتردد أحيانا تتطلب القيام  بعمل ما يرمي الى التخلص منها ومن ثم الشعور بالارتياح.
  • هي موقف يشكل تحديا نسبيا للشخص ويحتاج الى حل.
  • هي موقف جديد يواجه الفرد وليس لديه حلا جاهزا في حينه.
  • أنواع المشكلات:
  1. مشكلات فردية .
  2. مشكلات مجموعة (مجموعة أفراد/ الأسرة/ صف دراسي).
  3. مشكلات جماعية (مشكلات كبيرة على مستوى المنطقة، أو المدينة، أو الدولة).
  4. مشكلات عامة (تخص جميع البشر/ العالم سوى أكانت اجتماعية أم اقتصادية.
  5. مشكلات دراسية
  6. مشكلات بسيطة ومشكلات معقدة
  • تعريف طريقة حل المشكلات:
  • طريقة من طرائق التدريس تعتمد على التعرف لمشكلة وإثارة أفكار الطلاب وتحفيزهم من خلال نوع الخطوات المناسبة وصولا الى الحل المقنع المناسب على وفق متطلبات البحث العلمي.
  • هي الطريقة التي يستخدم فيها الشخص / الطالب المعلومات والمهارات التي اكتسبها سابقا لمواجهة متطلبات موقف جديد غير مألوف.
  • خطوات طريقة حل المشكلات:
  1. تحديد المشكلة وتوضيحها: ويتم من خلال تقسيم المشكلة الى عناصرها الرئيسية، واتجاهات البحث فيها سواء بصورة فردية أو جماعية وتنظيم البيانات ذات العلاقة بالمشكلة وترتيبها على حسب أهميتها، وهذا كله يتم بمساعدة المعلم، لأن ذلك يُعد دليل عمل للمتعلمين يوجه تفكيرهم ونشاطهم نحو مواجهة المشكلة.
  2. جمع المعلومات حول المشكلة: وهذه الخطوة ضرورية والتي يمكن في ضوئها وعي الفرضيات المناسبة لحل المشكلة، ويتم ذلك من خلال الاستعانة بالمراجع والمصادر التي يرشد المعلم المتعلمين إليها.
  3. وضع الفرضيات: يجري خلال هذه المرحلة مراجعة الحلول المقترحة للمشكلة وبسرعة لاختيار أفضل الحلول المقدمة، واستبعاد الفروض (الحلول) الضعيفة، وتحتل هذه الخطوة أهمية كبيرة نتيجة للجهود التي تبذل خلالها، وعلى المعلم حث المتعلمين على مراجعة كل فرض حسب أهميته، ومعرفة مقدار التقدم الذي أحرزوه للوصول الى أفضل الحلول.
  4. اختبار صحة الفرضيات: غالباً ما نجد أكثر من فرض، أو احتمال، أو حل للمشكلة فواجب المعلم فسح المجال أمام المتعلمين لمناقشة الفروض الموضوعة مناقشة حرة لها، وأن يشجعهم على المشاركة لكي يضيفوا أفكاراً جديدة، ويقارنوا نتائجهم التي توصلوا إليها من خلال ملاحظاتهم وتجاربهم أو استشارة ذوي الخبرة.
  5. الوصول الى الاستنتاج والتعميم” التطبيق”: بعد جمع النتائج والوصول الى الحل لا يمكن تعميمها إلا بعد ثبوتها عدة مرات والتأكد من انطباقها على جميع الحالات التي تمثل المشكلة موضوع الدراسة، وهنا يأتي دور المعلم على حث المتعلمين على تكرار ما اكتسبوه من مواقف أخرى لبيان قيمة ما تعلمه المتعلمين من خلال حلهم للمشكلة لوضع الدراسة.
  • شروط استخدام طريقة حل المشكلات
  1. تكون المشكلة واقعية وذات صلة بالطلاب والبيئة المحيطة بهم.
  2. تكون المشكلة مناسبة لمستوى الطلاب في الصفوف الدراسية المختلفة.
  3. تكون المشكلة ذات معنى واضح ومقصود بالنسبة للمعلم والطلاب.
  4. يؤدي حل المشكلة الى التزود بخبرات لها قيمة في حياة الطلاب كقيمة تذوق الجمال أو التفكير المنطقي أو مفهوم الحرية داخل الأسرة.
  5. يقوم المعلم بإرشاد الطلاب الى كيفية تناول المشكلة وطريقة جمع المعلومات عنها.
  6. يكون في معالجة المشكلة مجال لممارسة الطريقة العليمة في التفكير.
  7. تتيح معالجة المشكلة فرص التصميم والتخطيط المشترك بين المعلم والطلاب داخل الصف أو المدرسة .
  8. يكون في معالجة المشكلة فرصا لتعميم الخبرة التي تم التوصل إليها وتوظيفها في مواقف جديدة.
  9. تتيح معالجة المشكلة الرجوع الى مصادر المعرفة كالكتب والمجلات أو الأشخاص إذا تطلب الأمر ذلك.
  10. ان يكون في النشاط المترتب على معالجة المشكلة فرصا للكشف عن سلوك الطلاب ودوافعهم.

وبالنظر الى هذه الطريقة من التدريس نجد أنها ممكنة التوظيف كمدخل تعليمي يمكن ان نجعل منه نقطة انطلاق لتحريك المتعلم تحركا نشطا في موضوعات قد تكون هي اقرب للتلقي فقط، كإثارة استفسار معين أو تساؤل معين وجعله بشكل مشكلة محددة يمكن للمتعلم البحث عن حلولها، سواء أكانت معرفية أم غير ذلك، ومن هذا يمكن أن نهتم كامل الاهتمام بهذه الطريقة التدريسية والتدرب على توظيفها بالشكل الذي يناسب المادة التعليمية مما جعل للتدريس بها لونا خاص من ألوان طرق التدريس الأخرى.


  • المصادر
  1. التميمي، عواد جاسم محمد، طرائق التدريس العامة ” المألوف والمستحدث” ، دار الحوراء ، بغداد ، العراق، 2010
  2. الكناني ماجد نافع والكتاني فراس علي، طرائق تدريس التربية الفنية،ثائر جعفر العصامي للطباعة الفنية الحديثة، بيروت- لبنان، 2012.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا