کل المجتمع

شكر وتقدير لسيدة البيت في وداع شهر رمضان

موائد الإفطار المتنوعة بأصناف الأطعمة والأشربة بألوانها الزاهية، و روائحها الزكية، تقف خلفها أيادي كريمة، وظهور محدودبة، ونفوس طيبة تصبّ كل ما تملك من جهد عضلي، وابداع فكري، وصبر وطول أناة، وتحمّل للمنغّصات والمعوقات، من اجل ان تمد مائدة الإفطار جناحيها على الأرض بكل فخرٍ و زهو تُسر الناظرين لإطعام الصائمين، وتكون مصداق الحديث النبوي الشريف: “للصائم فرحتان؛ فرحة عند الإفطار وفرحة عند لقاء ربه”.

في شهر رمضان المبارك لم يكن لسيدة البيت –على الأغلب- تقليص للدوام والعمل، بل العكس، نلاحظ مضاعفة العمل، لاسيما في المطبخ، لعلمنا بأن الاهتمام بالطعام والشراب يتضاعف في هذا الشهر الفضيل دون سائر الشهور، وربما هي من بركات هذا الشهر الكريم، الامر الذي يتسدعي بإزاء هذه الجهود المضاعفة، الشكر والامتنان، لاسيما وأنه يُضاف الى مهام البيت الأخرى.

📌 لعل اصطحاب الاطفال والشباب الى المراقد المشرفة او المحافل القرآنية والمجالس الرمضانية تمثل يد المساعدة لتخليص الابناء من قيود الهاتف المحمول (الموبايل)، ومن دوامة الشاشة الصغيرة (التلفاز)

هذا ما يتعلق بفترة الظهيرة وما قبل موعد الإفطار، أما في أماسي الشهر الفضيل، فان نشاطاً من نوع آخر ينطلق من البيت الى الخارج، حيث المحافل القرآنية، وزيارة المراقد المشرفة، وقراءة الأدعية الرمضانية المأثورة، وهنا نكون أمام مهمة تربوية – تثقيفية رائعة تغتنم فرصة شهر رمضان لبناء أخلاقي وروحي لشخصية الاطفال والشباب، ولعل اصطحاب الاطفال والشباب الى المراقد المشرفة او المحافل القرآنية والمجالس الرمضانية تمثل يد المساعدة لتخليصهم من قيود الهاتف المحمول (الموبايل)، ومن دوامة الشاشة الصغيرة (التلفاز) ويأخذوا انفاساً جديدة لهم، وينظروا الى انفسهم، وما الذي حصلوا عليه خلال هذا الشهر الكريم.

إن روح الايجابية والخير والعطاء تنبع من سيدة البيت، وهو ما غرزه الله –تعالى- في نفس المرأة، إنما يحتاج الأمر لمزيد من البلورة والدعم لتقوية هذا الجانب المهم في المشروع التربوي والتثقيفي في محيط الأسرة ثم في كيان المجتمع بأسره من خلال تعاون الرجل وتحمّله بعض الاعمال المنزلية التي هي بالاساس ليست من واجبات المرأة ولا من حقّ الرجل عليها، بقدر ما هو تعبير عن الحب للعطاء والفخر بالانجاز، وهذا أمر محبب يخلق أجواء الودّ والمحبة والانسجام.

ولعل شهر رمضان يكون فرصة للرجل لأن يتمرن على المساعدة في أمور البيت بمختلف اشكالها لقادم الأيام بعد انقضاء هذا الشهر الكريم، وفي نفس الوقت المساعدة على التعبئة الروحية والاخلاقية، ليس فقط في شهر رمضان الراحل عنّا قريباً، وإنما في قادم الأيام، في الحثّ على التحلّي بالأخلاق والآداب والسلوك الحسن داخل وخارج البيت.

📌 لعل شهر رمضان يكون فرصة للرجل لأن يتمرن على المساعدة في أمور البيت بمختلف اشكالها لقادم الأيام بعد انقضاء هذا الشهر الكريم

نحن نتحدث دائماً عن الاحتفاظ بآثار ومكتسبات شهر رمضان لسائر الايام والشهور، منها؛ العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة داخل البيت ليكون مركز استقطاب للقلوب والنفوس، فكما نجحا في جمع افراد العائلة الصغيرة، ومن ثمّ العائلة الكبير والأقارب على موائد الافطار، فهما قادران ايضاً على توجيه الابناء لعمل الخير والصلاح، بدءاً من إقامة الفرائض الدينية في وقتها، واحترام الضوابط الاخلاقية، والتحلّي بالصفات الحسنة مثل؛ الصدق، والتعاون، والايثار، فكلما وجد الابناء التطبيق العملي لكل ما يُقال عن الاخلاق والفضيلة والحب، على أرض الواقع وبشكل ملموس، فانهم سيخفضون {جناح الذل من الرحمة}، ويسدون كل الشكر والامتنان لما يُبذل من اجلهم، لاسيما من سيدة البيت.

عن المؤلف

محمد علي جواد تقي

اترك تعليقا