لكي يسمو المجتمع لابد من تنامي قدرات افراده وتطوير مواهبهم البنّاءة من ناحية، و تقليص، بل السعي في محو الظواهر السلبية الهدّامة من ناحية أخرى، فأنه من غير الممكن ان تتقدم خطوة الى الامام مادام هناك شي يجرّك الى الخلف!
كما قال الشاعر بشار بن برد:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ
نعم؛ يعاني المجتمع من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية، ومن اسبابه، فساد الحكّام وظلمهم للرعيّة، بل وظلم الرعيّة بعضهم لبعض فأصبحنا كما وصف الشاعر: ويأكل بعضنا بعضا عيانا.
وحرصاً منّا على قوة المجتمع المتركزة بطاقة الشباب وخبرة كبار السن، لابد من تسليط الضوء على ظاهرة يندى لها جبين كل غيور يحب وطنه ويطيع ربه ويحترم مبادئ الحياة، ألا وهي تعاطي المخدرات ومنها، الحبوب او “الكريستال” بأنواعها وأشكالها، بل وحتى الخمور.
ومن الجانب الصحّي نجد الكثير من الشباب ممن يعاني من آلام الجلطة القلبية، وهي حالة تحدث بالعادة مع كبار السن بسبب تراكم الدهون في الشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها، فإن هذه الممنوعات تعمل تضيّق وانسداد في شرايين القلب، وحينما نأخذ التاريخ المرضي من أحدهم يجيبنا: (دكتور / دكتورة كلها تاخذ!).
📌 من الجانب الصحّي نجد الكثير من الشباب ممن يعاني من آلام الجلطة القلبية، وهي حالة تحدث بالعادة مع كبار السن بسبب تراكم الدهون في الشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها
وآخرين تأتي لهم هلوسات جسدية مثل دبيب النمل والعناكب والعقارب في اجسادهم، وأخرى فكرية مثل تخيل ان فلان يكمن له العداء فيقوم بقتله سواء كان احد افراد عائلته او صديقه او..، كما نشاهد جرائم القتل حيث الضحية والقاتل نفس الدم.
أذكر موقفاً من أحد المرضى وهو يعمل في أحد دوائر الدولة المهمة يقول: زملائي بالعمل يقومون بكسر أنابيب الاضاءة في سبيل تسخين الكريستال ويشمونه وآخرين يضعونه في شرابهم وأكلهم، لأسباب واهية منها لكي يحلق في عالم خيالي يبعّده عم الواقع المرير او لكسب طاقة وهمية.
تُرى هل المجرم والمذنب بهذه الظاهرة الا المُصنّع،البائع، المشتري، الناقل، المروّج،صديق السوء،المتعاطي نفسه،وكذلك الدافع اليها مثل انتشار البطالة والازمة المالية والنفسية والاخلاقية، الجميع بلا استثناء. إذن “فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”. كما قال المصطفى، صلى الله عليه واله وسلم.
فإذاً للحد من تقليص دائرة السوء هذه تتم بتزكية الانسان نفسه وتثقيفها ومصاحبة الاصدقاء الطيبون الذين يساندونك على إعانة نفسك ونصحك، وكذلك قتل الفراغ الداخلي الناتج من البطالة والجوع المعرفي بقراءة الكتب فالعقل كلما تملؤه معرفة كلما نضج وتسامى .
وكذلك البحث والسعي عن العمل هذا بالنسبة للمستوى الشخصي، اما بالنسبة للأسرة فلابد من احتواء الابناء والسعي للانسجام وتطوير اساليب التربية الحديثة والتقرب من ابنائهم من اجل توجيههم بأسلوب لين، فلقد أصبحت اكثر الاسر مشغولة وجودا وغياباً! وأصبح هذا التطور السريع يثير استغراب وغربة هذا الجيل. فمثلا، أحد الابناء اخبرني انه لا احد يفهمني واشعر بأني بعيدة عن تفكير اهلي فكيف اناقشهم؟
اما على مستوى المجتمع، فيتم من خلال بناء وتشغيل شركات محلية ومؤسسات تثقيفية وتشديد العقوبات بشكل حاد والرقابة على من يصنّع ويهرّب ويشجع على بيع هذه الممنوعات، ورسم خطط جديدة لتطوير مهارات وقدرات الشباب على مستوى محلي وعالمي، وكذلك الرقابة وحجب بعض البرامج التافهه التي تحوي افكار سامة تسمم العقول البشرية وهكذا، فصلاح المجتمع بصلاح ابناءه.