الهدى – متابعات
اعلنت شخصيات سياسية وإعلامية عربية عن تضامنها مع اهالي القطيف والاحساء في الذكرى الحادية عشرة لانتفاضتهم على نظام آل سعود.
وتمرّ في هذه الايام الذكرى الحادية عشر للانتفاضة الثانية بكثير من المتغيرات على الساحتين الداخلية والخارجية، وتبدل في ميزان القوى وترتيب الحلفاء.
عضو جمعية الوفاق البحرينية، إبراهيم المدهون، قال أن “انتفاضة الشعب العزيز وأحبتنا في القطيف والأحساء خرجت من أجل الإصلاح والمطالبة بالحقوق”، مضيفاً أنها شكلت واحدة من المراحل المهمة في تغيير الواقع المظلم ورفع الظلم عن “أهلنا في عاصمة البحرين الكبرى من الأحساء والقطيف”.
وأضاف المدهون “لا زلنا نعيش على صوت الشهيد السعيد نمر باقر النمر وجميع الشهداء كما صوت الشعب الذي خرج مسانداً ومناصراً للشهيد النمر، ممن قدموا الغالي والنفيس في مدرسة العطاء من أجل رفع الظلم وتغيير الواقع”.
وختم رسالته بالتوجه لأبناء شبه الجزيرة العربية بالقول:”اعلموا أن جهادكم في عين الله، وأن النصر حليفكم، وما ضاع حق وراءه مطالب. أنتم أبناء الإسلام ومدرسة أهل البيت، بوركتم وبورك جهادكم والنصر حليفكم بإذن الله تعالى”.
من جهته اعتبر رئيس مركز أفق للتحليل السياسي والإعلامي، جمعة العطواني، أنه في ذكرى انتفاضة أبناء القطيف والأحساء الثانية، لا بدّ أن نسلّط الضوء على طبيعة المعاناة التي يعيشها أبناء هذا الشعب العربي المسلم الأصيل، وهو يرزح منذ عقود تحت ظل نظام متخلف ومتحجر وهابي وتكفيري، تحكّم على رقاب الشعب لعقود من الزمان.
وأضاف العطواني أن الحديث عن أبناء القطيف والأحساء يعدّ منطلقاً لتناول ملف مركب، باعتبار أن أبناء تلك المنطقة أسوة بباقي مناطق أرض نجد والحجاز، يعيشون تحت ظل النظام الذي لا يعرف للحرية وحقوق الإنسان أي مكان في أبجدياته السياسية، لافتاً إلى أن ما يميز أبناء الأحساء والقطيف يتمثل في ولائهم لأهل البيت الأمر الذي يضاعف من مشاكلهم، على اعتبار أنهم في نظر آل سعود والفكر الوهابي ليسوا سوى كفرة ويستحقون القتل.
واستشهد العطواني بما شوهد من عمليات إرهابية للقاعدة وداعش في كل المناطق العربية والإسلامية، التي تمثّل منتجاً لهذا الفكر التكفيري المدعوم من النفط الخليجي والسعودي.
الصحافية اللبنانية سحر غدار وفي السياق نفسه، شدّدت على أن سعي “المملكة العربية السعودية” لتقديم صورة جديدة عن نظامها والترويج للانفتاح ورؤيتها الحديثة للمجتمع الدولي، يأتي بالتزامن مع انطلاق ذكرى مسيرات الاحتجاج في الأحساء والقطيف.
ولفتت غدار إلى ضرورة ”أن نستذكر معتقلي الرأي والأحكام الظالمة التي سجلت بحقهم، ولا بد لنا أن نستذكر عدد الشبان والشبات ممن عذبوا ونُكّل بهم، وبالأخص أولئك الذين أعدموا في محاكم صوريّة حيث سحبت الاعترافات منهم تحت التعذيب، وسُطرت بحقهم تهما بالارهاب وغيرها، فقط لكي يكتموا أي صوت يخرج بوجه السلطان الجائر”.
وتابعت بالقول: “رحمة الله على الشهيد النمر في هذه الأيام، ورحمة الله على كل صوت حر”، مؤكدة على ضرورة الإضاءة على ممارسات النظام.
وختمت كلمتها الخاصة بالمناسبة بالقول: “نحن معكم، قلوبنا معكم، نحن دوماً نتحدث عن القضية..دمتم ودامت كلمتكم حرّة”.
من جانبه أشار الاعلامي اليمني، بندر الهتار، إلى ضرورة احياء ذكرى الانتفاضة الثانية في القطيف والأحساء “لأن النظام السعودي حاول تغييب هذه الانتفاضة عن الرأي العام العالمي والعربي، والإسلامي على وجه التحديد”.
وأضاف الهتار في كلمته ”أن النظام سعى لأن تكون الانتفاضة منسية، واستند في ذلك على أمريين: الأول على القمع الشديد في الداخل من خلال الاغتيالات والاعتقالات والاعدامات لعدد كبير من الناشطين لمجرد التعبير عن آرائهم، أما الثاني فيطال المستوى الخارجي بعد أن استند النظام السعودي إلى الغطاء الدولي الممثل بالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا.
ولفت الإعلامي اليمني إلى محاولات النظام لفرض حالة من التغييب على الانتفاضة، ”لكن الواقع يشي ببقاء الانتفاضة بسبب وجود مئات الآلاف من الجماهير التي تستند لها، وتُعبّر عن آرائها المطالبة بالحق والعدالة والمساواة”، منوّهاً إلى أن مظلومية الشعب في شبه الجزيرة العربية ممتدة لعقود من الزمن، وليست جديدة أو طارئة.