الهدى – وكالات
أحيا علماء الحجاز في مدينة قم المقدسة الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد آية الله الشهيد الشيخ نمر باقر النمر قدس سره، قائد الحراك في الجزيرة القطيف والأحساء، وذلك يوم الجمعة الماضي ٨ يناير/ كانون الثاني، بحضور جمع من العلماء وطلاب الحوزات العلمية.
الباحث الإسلامي الشيخ جاسم ال محمد علي رأى أن العدو هو عقائدي واستراتيجي في جميع دول الأمة وشعبها وهو الاستكبار وأدواته في المنطقةن مبينا ان هذا العدو يعمل في مشاريعه على أساس وحدة الأمة المستهدفة في قيمها ومبادئها وجبهاتها، وهو ما يؤكد لنا في هذه المرحلة أننا إذا أردنا أن نعمل على بنيان المشروع الإسلامي في مجالات مختلفة وتحقيق مآلاته الحضارية والجيوسياسية والأخلاقية علينا العمل على إيصال هذا المشروع إلى أهدافه الكبرى، ولا يمكن لنا في هذا المشروع الذي يتعامل معه العدو على أنه واحد يمثل جميع المستضعفين في الأمة.
وأضاف انه لا يمكن لأحد أن يفهم الشيخ نمر النمر إذا لم يفهم الجوهر المعنوي والأساسي الذي اعتمد عليه في تفكيره ونشاطه، هذا الجوهر هو الاستشعار الروحي الكامل للإرادة الإلهية في ساحة الصراع، كان يردّد الآيات المباركة: “اتقوا الله إن الله مع المتقين”.
من جهته قال أستاذ الحوزة العلمية الشيخ صادق اخوان “إننا في مثل هذا الحفل وعشرات الاحتفالات الأخرى في مثل هذه الأيام ذكريات رجال إنما كانوا من خير مصاديق قول الله: “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً”.
وتابع ان من أبرز مصاديق أولئك الذين كانوا بوجودهم الحيوي سواء في الحياة الفردية أو الاجتماعية من خير مصاديق من جعلوا بيوتهم وبيوت أبناء مدينتهم وبلدهم وبيوت كل مسلم قد أضيأت لذكر الله الحكيم”.
ولفت إلى أن الشيخ النمر امتاز بأفضل الجهاد كما ورد في الصحيح عن النسائي وكذلك مالك، وفي روايات أخرى عديدة بلغت حدّ الاستفاضة والتواطؤ المعنوي في مجموعات أهل البيت الحديثية أن أفضل الجهاد هو “كلمة حق تقال أمام سلطان جائر”.
وذكر الشيخ صادق أن العالِم هو ذاك الذي يخشى الله في أي شيء، في أن لا تسحق القيم الإلهية، وفي أن لا تهتك الحرمات الربانية وأن لا تهان تلك التي أعظم البشر من الأنبياء والمرسلين والأئمة والصالحين الذين بذلوا مهجهم للحسين. وإلا لماذا قتل الحسين، ولماذا سبيت السيدة. ألم يكن للدفاع عن الصفات الإلهية ولأجل كلمة حق أمام سلطان جائر، ولإقامة كلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحقيقته وحذافيره من دون أن يعرض عليهم أي خشية. ذلك أن أكبر ما يمكن أن يخشاه أهل الدنيا هو أن يفقدون حياتهم وهو ما يراه المؤمنون بشرى لهم، ولذلك يقول علي الأكبر ابن الإمام الحسين: “أولسنا على الحق إذاً لا نبالي إن وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا”.
واشار الى انه لا بدّ لنا من أن نعيد النظر في واجباتنا وتكاليفنا فإن الشهداء قد فازوا ووصلوا إلى أعلى المراتب يتقديم أغلى ما يملكونه وحتى كرامتهم وسمعتهم حتى يشتروا بها العزّة والشموخ والكرامة الإلهية والمحمديّة المهدويّة.
وتابع سماحته، طبيعي أن الإنسان يحب الراحة، فحبها فطري وغريزي لكن إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، لذا لا بد لنا أن نجعل لكياننا ولمذهبنا مقاماً شامخاً في هذه المنظومة وأن نهدّد ونحارب كل من يدّعي الإلوهية في هذا الزمن لأن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين بفضل دماء الشهداء.