في حياتنا نخطط لإمور ونسعى بجدٍ للحصول على نتائج توافق تطلعاتنا ورغباتنا، تسرح خيالاتنا ونعيش عالماً وردياً لأيام وليال وربما سنون، في ذلك العالم المثالي الكاذب، لكن في النتيجة ليس كل ما يتمنى يدركه، لم يتحقق المخطط ولم يحصل المرسوم له مما يجعلنا نصاب بالخيبة واليأس وصولاً الى القنوط وهنا يخور الانسان وتتبخر همته وتنصهر قواه، فيغدو ذلك القوي الشرس خاملاً باهت اللون ومنزوع البأس، كل ذلك يحدث بسبب الاحباط الذي يخيم عليه فيسود حياته سيما حين لا يكن لديه دفاعات حصينه تقيه نيران (الاحباط).
التعريف النفسي للإحباط هو “استجابة عاطفية شائعة للمعارضة المرتبطة بالغضب والانزعاج وخيبة الأمل، وينشأ من المقاومة المتصورة لتحقيق إرادة الفرد أو هدفه
التعريف النفسي للإحباط هو “استجابة عاطفية شائعة للمعارضة المرتبطة بالغضب والانزعاج وخيبة الأمل، وينشأ من المقاومة المتصورة لتحقيق إرادة الفرد أو هدفه، والصراع قد يقع حين يكون للمرء أهداف متنافسة تتداخل مع بعضها البعض”، ويعرف ايضاً بأنه” شعور نفسي سيئ يلازم صاحبه نتيجة الفشل أو تكرار الفشل في أية أمور أو أعمال يقوم بها، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى المرض الجسدي إذا لم يتلق صاحبه العناية الكاملة.
علمياً الاحباط هو مرحلة من التوتر او نتيجة له، اذ يصل بنا الامر الى تفضيل الانعزال اضافة الى الشعور بالعجز وهو ما يعيق تقدمنا في هذه الحياة ويجعلنا وكأننا مكبلين بما يثقل كواهلنا من هموم وتحسب وحيرة وتقاعس وانعدام الرغبة حتى في الحياة وتلك خسارة لأنفسنا وضياع لأهدافنا.
أنواع الإحباط؟
للإحباط نوعين اثنين احدهما خارجي والاخر داخلي، الخارجي ينشأ للأسباب خارجة عن سيطرة الفرد؛ مثل مهمة صعبة أو إدراك الوقت الضائع بعد فوات الاوان، اما الاحباط الداخلي فقد يحدث بسبب التحديات في تحقيق الأهداف الشخصية والرغبات والحاجات والاحتياجات الغريزية، أو التعامل مع أوجه القصور المتصورة مثل عدم الثقة أو الخوف من المواقف الاجتماعية.
لابد ان يتقبل الانسان الخسارة فلن تستقيم الحياة على وتيرة واحدة ولابد من عدم الانقياد للإحباط لان ذلك سيجعلنا اسرى بيده وهذا هو الفشل الحقيقي.
يُعد الاحباط من أهم العوامل المؤثرة على توافق الإنسان الشخصي والذي قد يؤثر على مستوى صحة الانسان النفسية، فكم المشاعر المؤلمة وخيبة الامل والحسرة تؤدي الى عدم اشباع حاجات الانسان النفسية وبذا يواجه الفرد المحبط جملة من المشكلات النفسية، لكن من المفارقة ان الاحباط في بعض حالاته يكون دافع للإنجاز فكثيراً ما نرى ونسمع ان احد حصل على شهادة دراسية بعد سلسلة خيبات فهنا اصبح الاحباط وخزة الابرة التي تعيد تنشيط نظام الانسان لكن شريطة ان يجد من يحسن تنشيطه.
كيف نستدل على ان الفرد محبط؟
مجموعة من العلامات التي تدل على المعاناة من الإحباط، ومنها:
- الحزن الذي يخيم على الانسان والذي يعد من اولى العلامات الدالة على الاحباط وهذا لحزن هو وليد الشعور لدى الانسان أن لا شيء في حياته على ما يرام، وما يؤسف ان الإنسان المحبط يكون منغلقاً على نفسه دائماً وغير قادر على استقبال أية أفكار إيجابية وهذا النوع من الحزن لا ينفع معه عزاء.
- من العلامات تقلب المزاج وفقدان الرغبة في كل شيء حتى في الاشياء التي كانت محبذة وموضع اهتمام، ويعاني الفرد المحبط من الضيق سيما خلال ساعات العمل لكن حين يكون في حفلات واو سفرات فأنك تراه انسان آخر تماماً وكل ذلك التقلب يحصل خلال مدة زمنية قصيرة.
- المحبط عادة ما يتمارض ويشكو من فقدان الشهية كما يعاني من اضطرابات في النوم وآلام الظهر والإحساس الدائم بالتعب.
- يتجه المحبط للانتقاص من ذاته ولومها وتحقيرها كتأديب لها لفشلها في الحياة العملية والمهنية والأسرية، فالإنسان المحبَط يشعر أنه لا يستحق الحب والسعادة.
- من العلامات ايضاً هو القيام بسلوكيات عدوانية مثل تكسير الممتلكات المنزلية او قد يتحول الى عدوان لفضياً مثل الشتائم وغيرها.
اما المعالجات التي من شأنها ان تعالج الاحباط وتزيله فهي:
- ان يعي الانسان ان الحياة تجارب فيها ماهو صائب وفيها ماهو خائب وحين نفشل مرة لا يعني ان الحياة توقفت بل لابد من الاستفادة من الفشل وتحويله الى نجاح.
- لابد ان يتقبل الانسان الخسارة فلن تستقيم الحياة على وتيرة واحدة ولابد من عدم الانقياد للإحباط لان ذلك سيجعلنا اسرى بيده وهذا هو الفشل الحقيقي.
- على المحيط اعادة اندماج الانسان الذي يعاني من الاحباط نتيجة لفشلة في تجربة ما والافادة منه كعضو في المجتمع وبالتالي انهاء عزلته التي سببها الاحباط.
بأختصار تلك هي ابرز المعالجات التي يمكن عبرها ان نحد من الاحباط ونزيل اثاره المزعجة للفرد المصاب وهذا ما نبتغيه ونسعى اليه دوماً.