کل المجتمع

العقيلة زينب .. القدوة في الإيمان والشجاعة في طريق الحق

دور المرأة الرسالية في مشروع الإصلاح الحسيني هو نشر التوعية  الإسلامية، و إرشاد المسلمين والقيام بالتثقيف والإصلاح فيها القدرة علي  إختيار وتحديد الموقف وحرية الرأي الدينية والمدنية.

لقد مارست السيدة زينب، عليها السلام حريتها بكل وعي وادراك وظلت صوت الحرية الناطق تردده الاجيال وهي تخاطب يزيد الطاغية عصره بقولها: “فكد كيدك وناصب جهدك فو الله  لاتمحو ذكرنا ولاتميت وحينا وهل رايك الا فند وايامك الا عدد وجمعك الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين”.

كانت، عليها السلام، تراقب نفسها وتداب على محاسبتها في كل أفعالها واقولها وترص على تقويم ذاتها تطبيقا للحديث الوارد عن أهل البيت، عليهم السلام، وهي من سادات اهل البيت: “ليس منا من لم يحاسب نفسه”.

ونحن على أعتاب زيارة الأربعين الخالدة؛ ندعوا المؤمنات والمؤمنين دعوة لكل من يؤمن بتلك النهضة الحسينية ومن العارفين  بنهج سيد الشهداء واخته عقيلة الهاشميين، والسائرين على دربه لأجل الرسالة المحمدية والحفاظ، ندعوهم الى: الصلاة في وقتها و تعزيز العلاقة بالله ـ تعالى-، ففي آخر لحظات حياته الشريفة كان، عليه السلام،  يناجي ربه، كما نُسب اليه: “تركت الخلق طرا في هواكا وايتمت العيال كي اراك”، ترك ع الدنيا من أجل لقاي الخالق، وقدم القرابين واحدا تلو الآخر ليرفع الاذان في الساجد بعد كل هذا لايمكن أن تُختزل تلك النهضة المباركة في إقامة الشعاير وتقديم الطعام والشراب دون ادراك معني تلك النهضة.

ونحن على أعتاب زيارة الأربعين الخالدة؛ ندعوا المؤمنات والمؤمنين دعوة لكل من يؤمن بتلك النهضة الحسينية ومن العارفين بنهج سيد الشهداء واخته عقيلة الهاشميين، والسائرين على دربه لأجل الرسالة المحمدية والحفاظ، ندعوهم الى: الصلاة في وقتها و تعزيز العلاقة بالله ـ تعالى-

كانت ردة الفعل سريعة على يزيد في الشام بعد خطبة السيدة زينب، عليها السلام، وفي مجلسه عندما سمعت زوجته هند كلام الحوراني، فخرجت  زينب باكية فحولت العقيلة زينب أفراح الانتصار الأموي الى مأتم حسيني في قصر زوجها العدو يزيد وبهذه الصورة أحدث خطاب العقيلة زيب انقلاب على بني أمية في جميع الاوساط في الكوفة والشام وأصبح حديث المجالس فكانت قلوب الناس تغلى كالحمم على نظام السلطة الأموية وهي  تنذر  بانفجار شعبي كبير وهكذا اذكت الحوراي زينب، عليها السلام، نار الثورة في قلوب الجماهير على بني أمية وقلبت الأمور عليهم راسا على عقب وحققت بفضل إيمانا ويصبرها وشجاعتها وصودها وحسن تدبيره الهدف الذي استشهد  الإمام الحسين ع من أجله  وبقي صدى خطبتها يستنهض المسلمين  وبقي كلامها يخترق المسامع وينقله الآباء إلى الابناء للمزيد.

أما المؤمنات بنهضة سيد الشهداء، عليه السلام، كما ذكرنا أن السيدة زينب، عليها السلام، انموذجا وستصل الرسالة على أكمل وجه للعارفات المؤمنات بالحسين وأهل بيته، عليهم السلام، ليتخذن من نهضة  ابي الاحرار نهجا إنسانيا  متكاملا كما هو صلاة دائمة، وعفو، وإصلاح، ومراعاة حرمات الطريق، وحجاب  وحلم وأدب الى سائر معاني الارتقاء بالنفس، وذلك اكراما للتضحيات الجسام لسيد الشهداء ع

فالحسين نهضة مستمرة وليس ذكرى نهضة اتم كلامي بالقول؛ يمكن للمرأة ان تؤديالدوراً عظيما في قيادة وإصلاح المجتمع  اذا ما تهيأت لها التربية السليمة والمنهج الصحيح لتكون عنصراً فاعلا في سعادة المجتمع لاسيما في بلاد نسبة العنصر النسوي فيها اكثرمن الرجال كما هو حاصل في بلدنا العراق.

السلام  على الموعودة بالسبي .. جبل الصبر زينب الكبرى كبيرة البيت العلوي، وشقيقها الحسين عليهما السلام.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا