بأقلامکم

معوقات التقدم

الزمان في تطور وتكامل والانبياء كذلك فكل نبي يأتي يكمل رسالة الذي سبقه، وآخر نبي يكون اكمل من جميع الذين سبقوا.

وفي قول امير المؤمنين، عليه السلام: “لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم”، ونفهم من الرواية ان الزمان متبدل وحوداثه متجددة  ـ مثلاً ـ العلماء في مختلف المجالات، كعلماء الرياضيات  اليوم اكمل من علماء القرن السابع عشر الميلادي، وكذا علماء الفيزياء.

و أما علماء الدين  اليوم فهم اكمل من علماء الأمس لانهم يحملون علوم السابقين ويحيطون بعلوم ومتغيرات الحاضر، لكن للأسف بعض الناس تصاب بالجمود ، ما إن يأتيهم نبي حتى يجمدوا عليه ولا يتفاعلون مع من يأتي بعده متكاملاً مثلاً كاليهود او النصارى، وبعضهم يجمد عند إمام ولا يتبع من يأتي من بعده كالواقفية ـ مثلاً ـ عندما وقفوا على الامام الكاظم، عليه السلام، ورفضوا اتّباع الائمة من بعده، صلوات الله وسلامه عليهم.

نرى اليوم البعض ممن يعيقون تقدمهم وتكاملهم بوقوفهم على عالم او مرجع معين دون ان يتفاعلوا مع من يكمل المسيرة الدينية، فالهدف من الدين وعلماء الدين في الحقيقة هو إطاعة الله ـ سبحانه وتعالى ـ وليس التعلق بشخصيات واسماء معينة فهو الثابت سبحانه وما دونه متغير.

ويؤكد القرآن الكريم على هذا المفهوم في الآية الكريم: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}، فمن معاني كلمة” آية” نبي او عالم.

نحن نحتاج لكل جيل علماء من الشباب ليجددوا روح الدعوة الى الدين ويحملوا رسالة السماء بكل طاقة متجددة، ويفهموا القرآن فهم اوسع ممن سبقهم، فَمَثَل القرآن كالشمس في كل يوم له سطوع وتوهج متجدد.

عن المؤلف

منتظر النشمي

اترك تعليقا