أدب

كفى نسباً حب الحُسين*

هوى مثل زحف العارضِ المُتَرنِّم

طوى ما بقلبي من غرامٍ مُتيّم

فلا من حبيب بعده يخطف الهوى

ولا من حميم استجير به حمي

سلوا عبرتي عنه لم تصدّقوا

إليكم فؤادي فاسألوا نابض الدم

يقولون مَن تهوى أٌول لمن هوى

إليه رسول الله لثما على الفم

وهاج به شوقا فقبّل نحره

وفاضت عليه عينه ماء زمزم

يقولون لي من انت قلت محبه

كفى نسبا حُبُّ الحسين لمنتمي

يموج بصدري الوجد مهما ذكرته

ذكرت به أحزان شهر محرم

جديد على كرِّ الجديدين خطْبُه

يزيد ضراماً موسما بعد موسم

ومن كان وتر الحق لم ينسَ ذكره

ومن كان ثار الله لم يتصرّم

وما الدهر إلا قصةٌ لفدائه

وإيثاره لله بالروح والدم

فداء له قد حاصروه بكربلا

وحيداً كما طوق السوار بمعصم

يقلّب طرفا في خيام خليّة

ينادي: ألا من ناصر لي أو حمي

وليس له من ناصر غير دمعه

لوالهة ثكلى وطفل ميتّم

بكته السماوات الطباق بعبرة

محمّرة لون الفؤاد المثلّم

بكتْ بدم يحيى النبي فكيف لا

لزرء  حسين تُمطرُ الأرض بالدم

ويحيى وإن جلَّ المصاب برزئه

فليس لرزء بن البتول بتوأمِ

فما حاصروه مثل الحسين رحاله

ولم يمنعوه من شراب ومطعم

ولا ذبحوه أولاده نُصب عينه

ولا نحروا في حجره طفله الظّمي

ولم يثخنوه بالحجارة والحصى

ولا قطعوه إصبعا مع خاتم

ولا سلبوا من بعد قتله ثيابه

ولا وسط البيداء جثمانه رُمي

ولا الخيب داست صدره بعد قتله

ولا رُضَّ منه أعظمٌ فوق أعظم

ولا أحرقوا من بعد نهب خيامه

ولا قوّضوا فسطاطه فوق يُتّم

ولا أسروا أطفاله وعياله

ولا قيدوها معصما فوق معصم

لقد هتكوا في كربلاء منه حرمة

تورّع عنها الذئب خوفَ التأثّم

فإن كان من يـأبي السجود إلا لآدمٍ

لعينا ولم يسفك له أيّما دمُ

فأي شقي من تعدّى على دم

له الله سوى آدم وابن آدم

فبعدا لقوم مهّدوا لقتاله

الى يوم يأتي ربنا بجهنم

فيرمي بهم والسالكين سبيلهم

الى قعر نار حطيم متضرم

ومن أسرجت أو ألجمت او تنقبت

الى حربه في هيئة المتلثم

فبُعدا لهم من ظالمين وغدَّر

ولعْناً عليهم ألف دهر وأدوم

وألف سلام للحسين وآله

وأصحابه ما دام ورحي في دمي

وأحمدُ ربي في عظيم رزيتي

عليه ويا فخري بهذن التألم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مقتبس من المجموعة الشعرية للسيد عباس تحت عنوان “عبرات عاشوراء.

عن المؤلف

السيد عباس المُدرّسي

اترك تعليقا