أدب

عندما شقتْ الشمس قميصها

هذي البُيُوت فأين هم أحبابي

أو ليس منهم من يردُّ جوابي

ذهب الزمان بهم فلست ترى سوى

أطلال دورٍ آذنتْ بخرابِ

وحدي وسافية الرياح كأنها

تُعْفي بقية ذكريات شبابي

ولقد ذكرتُ وقد وقفت بدورهم

دور النبيِّ وآله الأطيابِ

بُعداً لمن غَدَرتْ بآل المصطفى

نكثت بكل عهودها الكِذَّابِ

هجمت على البيت الذي أرسى لها

أمجاد عزٍّ عاليات قِبابِ

لله أيّ حريم قُدسٍ هتَّكتْ

وتجرأت في كشفِ أيِّ حجابِ

فعلى أطايب آل بيت محمَّدٍ

لتصب عين الدَّهر صبَّ سحابِ

وعلى الحسين وفاجعات مصابه

فلْتبْك كلُّ مصيبةٍ ومصابِ

وتغضَّ عين الشمس خاشعة لها

وتشقَّ جيب قميصها العنَّابي

ولتلبس الأفلاك سود ثيابها

حُزنا وتُوقفَ دورةَ الأحقابِ

وتفجِّر السُحب الثِقال عيونها

زخَّاً بفيض من دمٍ صبَّابِ

وتخرَّ شاهقةُ الجبال لوجهها

والكائنات على وضيعِ تُراب

أسفاً على قتل ابنِ بنت محمد

عطشاً على شاطئ الفراتِ الرابي

أسفاً على ظامٍ تروّى من دمِ

الأدواج لا من طيّبٍ سيّابِ

أسفاً على سبط النبي على الثرى

وبقلبه السهمُ المثلّثُ نابي

أسفاً على الشيْبِ الخضيب من الدما

يُعلى برأسِ الذابلِ اللوَّابِ

ويلاه قد تركوهُ في وسط الفلاَ

وعليه ما تركوا رثِيثَ ثيابِ

ويلي على أطفاله وعيالهِ

في الأسر حاسرة بدون نِقابِ

قد غيّرت شمسُ الهجير وجوهها

ومحى سناها حرّها اللهّابِ

مسبيةً والسوطُ يُلهبُ متنها

والحبل شَدَّ معاصماً برقابِ

قسما بنحرك وهو يقطر بالدما

أن لن يمرَّ الظلم دون عقابِ

وليظهرنّ وقد بدت اعلامه

طلاب ثارك بعد طول غِيابِ

وليثأرن وليس يُجبر لوعةً

من ذبح أطفالٍ وحزِّ رقابِ

إلا الجحيم فانّها هي حسبهم

خزياً، ومحرقةً، وذلَّ عذابِ

عن المؤلف

السيد عباس المُدرّسي

اترك تعليقا