الهدى – المنامة
شهدت مدن وبلدات البحرين، منذ يوم امس الاربعاء واليوم الخميس، غضبا عارما إثر تلقي أنباء استشهاد السجين السياسي البحريني حسين بركات، والذي توفي يوم امس إثر مضاعفات كورونا.
وقالت مصادر مطلعة لمجلة الهدى، ان غضب الأهالي تصاعد في البحرين بعد استشهاد السجين السياسي حسين بركات متأثراً بمضاعفات فيروس كورونا، فانطلقوا في تظاهرات حاشدة للمطالبة بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين المعرضين لخطر الموت في سجن جو.
ونددت التظاهرات الحاشدة بالسياسات التي تنتهجها السلطات الخليفية في البلاد، كما طالبت بالإفراج عن باقي السجناء السياسيّين قبل خروجهم بالنعوش في ظل تفشّي كورونا في سجون البحرين.
وأُعلن، يوم امس الاربعاء، عن وفاة السجين السياسي حسين بركات بسبب كورونا، وواصدرت الجهات المعارضة بيانات نددت فيها بالحكومة البحرينية، محمليها مسؤولية موته ووضعه ضمن ظروف خاطئة أدت الى إصابته رغم إنه تم تلقيحه.
من جهتها أفادت الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ على حسابها في إنستغرام، وتابعته مجلة الهدى، ان استشهاد السجين السياسي حسين بركات، حصل صباح الأربعاء 9 حزيران 2021 اثر مضاعفات الكورونا، متقدمة بخالص العزاء لعائلته ولاهالي قرية الديّه والى شعب البحرين.
ومما يجدر ذكره أن ابنه علي معتقل أيضا في سجن جو بالبحرين ومحكوم عليه بالسجن 23 عاما، وشمل بالإفراج المؤقت لإلقاء النظرة الاخيرة على والده وتشييعه بعد استشهاده جراء إصابته بفايروس كوفيد 19 المتفشي داخل سجن جو.
وشهد تواجد ابن الشهيد وزوجته مواقف مؤلمة خلال التشييع حيث تمسكت الام بإبنها رافضة اعادته الى السجن من جديد، ونقل عنها انها قالت ان السلطات “حرمتني من احلى الايام أخذوا كل شيء لم يتركوا سوى الحزن والم الفراق”.
واضافت بحسب ما تم نقله لمجلتنا ان “آخر اتصال بالشهيد جاء بعد 7 ايام من الإصابة حيث تواصل مع عائلته وكان يبدوا عليه التعب وصوته ضعيف، ويجد صعوبة في التنفس وبعدها نُقل لمستشفى السلمانية الطبي وهو في حالة حرجة جدا والتنفس عن طريق أنبوبة الاوكسجين”.
وشهدت مراسم دفن الشهيد احداث غير مسبوقة، حيث رفضت السلطات الخليفية ادخال حشود المشيعين الى المقبرة، وقامت باغلاق الباب الرئيسي لمنعهم من الدخول، كما تم الصلاة على جثمان الشهيد وهو مسجى بسيارة الاسعاف، دون السماح بانزال الجنازة امام المصلين.
هذا وعبرت المنظمات الدولية عن شجبها لتعنت السلطات الخليفية ورفضها الاصغاء للنداءات المحلية والدولية التي تدعو إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين في ظل تفشي فيروس كورونا داخل السجون الخليفية.
ويمكث في سجون آل خليفة مئات المعتقلين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وفي طليعتهم قادة ورموز ثورة 14 فبراير يتقدمهم الرمز حسن مشيمع والأكاديمي عبدالجليل السنكيس.
حيث قالت منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الانسان، في موقعها على صفحة تويتر، وتابعته مجلة الهدى، انه “في ظل اكتساح فايروس كورونا سجون البحرين وبعد وفاة السجين السياسي حسين بركات، نخشى أن تتحول السجون الى بؤرة خطيرة للموت، ولهذا من المهم أن تتخذ حكومة البحرين القرار الشجاع بالإفراج عن جميع السجناء و في مقدمتهم الأشخاص الذين احتجزوا لمجرد ممارستهم حقوقهم بطريقة سلمية”.
من جانبها قالت منظمة ADHRB ان “إن وفاة السجين السياسي حسين بركات مأساة كان يمكن تفاديها لو كانت الحكومة البحرينية ستطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين. لقد قلنا مرارًا وتكرارًا أن نظام السجون البحريني غير مؤهل للتعامل مع الوباء”.
وكان حسين من بين 53 شخصًا حُكِمَ عليهم بالسجن مدى الحياة في 15 مايو 2018 بعد إدانتهم في محاكمة جماعية لـ 138 متهمًا بزعم انتمائهم لخلية إرهابية تُعرف باسم “كتائب ذو الفقار”.
وكان أيضًا من بين 115 متهمًا جُردوا من جنسيتهم في القضية ذاتها. وبعد مراجعة القضية، أعلن فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي أنه لم يتم الوفاء بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة وأن انتهاكات المحاكمة العادلة كانت “فادحة جدًّا” لدرجة أنّها تشكل حرمانًا تعسفيًا من الحرية، وقد أعيدت جنسية حسين فيما بعد بموجب مرسوم ملكي.