يا ترى هل هناك شخص لايتمتع بالذكاء العاطفي؟
إذاً؛ ما هو الذكاء العاطفي؟
ولماذا سمي بذلك؟
نعم؛ للأسف هناك الكثير من الأشخاص لا يتمتعون بالذكاء العاطفي، وسُمي بذلك لأنه فن ومهارة التحكم بالمشاعر والعواطف بعد إدراكها وتحديد نسبتها و ادارتها بشكل يكفل النتائج الأفضل في مواقف مختلفة .
لماذا من المهم أن نكون أذكياء عاطفياً؟
ثبت علمياً أن العقل له قسمان: العقل الواعي، والعقل اللاواعي، والعواطف والمشاعر تتحكم بنسبة تتراوح بين ثمانية وسبعين، وستة وتسعين بالمئة، من العقل اللاواعي، فالموضوع غاية في الخطورة اذا لم نتعلم كيف ندير مشاعرنا التي تؤثر سلبياً وايجابياً على عقلنا.
هناك قاعدة تنموية تقول: “كل انفعال لا يغير من الواقع شيئاً، بل هو يؤثر عليك فقط .”
اذا كان سبب غضبنا كلام أحد الاشخاص، علينا أن نصمت قليلاً وذلك كفيل بتهدئتنا بنسبة لابأس بها، والتفكير العقلاني بالرد المناسب والمتوازن، يقول أمير المؤمنين، عليه السلام، في “غُرر الحكم”: “داووا الغضب بالصمت”
المشاعر كثيرة؛ خوف، غضب، حُب، كُره، حقد، غيرة، امتنان، سعادة، فرح، وغيرها.
إذاً؛ كيف نديرها بشكل صحيح؟
لكل منها علاج؛ فلابد بداية من تحديد المشاعر، فعادة نشعر بالضيق أو الانزعاج ولكنا فعلياً لا نعلم سبب ذلك بدقة، لذلك علينا تحديد نوع المشاعر التي نشعر بها أولاً، ثم معرفة طريقة علاجها، وبعدها نحاول تحليلها وتطبيق الحلول عليها لنشعر بالراحة والسعادة.
لنأتِ بمثال؛ ربما شعرنا يوماً بمشاعر الغضب، قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “ليس الشديد بالصرعة بل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.
-
خطوات لمعالجة الغضب
يرد تساؤل هنا؛ هل علينا أن لانغضب أبداً؟
قطعاً ليس هذا هو المطلوب، بل نحن أمة الوسط، فالغضب أحياناً ممدوح، وخاصة إذا كان لله –عزوجل- أو كان لرد ظلم، أو دفع ظالم واسترداد حق، لكن المذموم هو الغضب في غير محله، وبقدر يؤثر سلبياً على صحتنا ونفسنا وصحة من حولنا.
وربما يقول أحدهم أن الغضب وراثة، أو سببه هرموني، ونحن الذي نأتي به، نعم هذا صحيح ولكنه ليس مبرراً لنا لعدم محاولة معالجته، فهذا يخالف الهدف من خلقة البشرية ألا وهو إصلاح النفس والوصول لسعادة الدارين عن طريق التكامل .
فإذا حددنا حالة الغضب، وعلمنا بأضراره، فلنحاول ايجاد طرق علاجية له.
للوضوء وتبريد الجسم دور كبير في تخفيف الغضب، فعن الإمام الباقر، عليه السلام أنه قال: “إنَّ الغضب من الشيطان وإنَّ الشيطان خُلق من النار، وإنَّما تُطفئُ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”
1ـ أقوى الطرق العلاجية للغضب هو شعورنا بأن هناك سلطة أعلى من سلطتنا، وهي سلطة الله ـ عزوجل- وهو تعالى بالرغم من كثرة أخطائنا لكنه عفوٌ غفور حليم مسامح. جاء في “تحف العقول” أن رسول الله، صلى الله عليه وآله، قال: “ياعلي لا تغضب فإذا غضبت فاقعد وتفكَّر في قدرة الربِّ على العباد، وحلمه عنهم، واذا قيل لك اتق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك”.
2ـ اذا كان سبب غضبنا كلام أحد الاشخاص، علينا أن نصمت قليلاً وذلك كفيل بتهدئتنا بنسبة لابأس بها، والتفكير العقلاني بالرد المناسب والمتوازن، يقول أمير المؤمنين، عليه السلام، في “غُرر الحكم”: “داووا الغضب بالصمت”.
3ـ توجيه سؤال لذلك الشخص بالقول: لم اسمع ما قلت؛ هل تستطيع إعادة ذلك؟ وهنا اذا كان قد تسرع في كلامه، فإنه ينسحب ويقول: “لا لم أقل شيئاً، أو لاأقصد ذلك”.
٤ـ ترديد عبارات علمنا إياها أهل البيت، عليهم السلام، كعلاج للغضب ومنها: “لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”. ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وآله: “من كفّ غضبه، كفّ الله عنه عذابه”.
٥ـ الرد الايجابي وهو من الصعوبة بقدر ما، ولكنه مع التدريب يصبح سهلاً، وقصة الامام الكاظم، عليه السلام، مع الجارية، وكظم غيظه عندما أوقعت الاناء عليه أكبر نموذج للرد الايجابي، وعن أمير المؤمنين، عليه السلام: ” فالانسان عبد الاحسان”.
٦ـ تغيير الحالة من وقوف إلى جلوس، ومن جلوس إلى تمدد، وأيضاً الإبتعاد عن مسببات الغضب سواء كان شخصا، أو مكاناً، او ما اشبه.
و للوضوء وتبريد الجسم دور كبير في تخفيف الغضب، فعن الإمام الباقر، عليه السلام أنه قال: “إنَّ الغضب من الشيطان وإنَّ الشيطان خُلق من النار، وإنَّما تُطفئُ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”.