وجّهت أكثر من ثلاثين دولة غربيّة انتقادات صريحة إلى السعوديّة خلال الفترة الماضية بسبب ملف حقوق الإنسان فيها، وفي جنيف دعت تلك الدول الرياض في بيان إلى إطلاق سراح الحقوقيات المعتقلات وإلى القيام بتحقيق شفاف ومستقل بشأن مقتل “خاشقجي”.
كما كشفت العديد من التقارير أنّ سلطات الرياض مارست خلال السنوات الماضية العديد من الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان من اعتقالات تعسفية وإعدامات للمواطنين وحصار وحروب مع الدول المجاورة بشكل يومي، كذلك تعمل المنظمات الحقوقية على تسليط الأضواء على الانتهاكات والتي بدأت تؤثر في سمعة سلطات الرياض وتؤرق كبار المسؤولين.
وأكّدت تلك التقارير أنّ “محمد بن سلمان” شنّ حملة اعتقالات تعسفية واسعة ضدّ أمراء ورجال الأعمال وعلماء الدين والكفاءات والنخب من كلّ المناطق والتيارات والتوجهات والمهن، وامتلأت السجون بالمعتقلين والمعتقلات، وهذه أوّل مرة يتم فيها اعتقال عدد كبير من النساء لأسباب تتعلق بحرية الرأي والعمل الحقوقي.
وفي سياق آخر ناشدت أسر معتقلين في السعودية لاعب برشلونة الإسباني ليونيل ميسي رفض عرض بملايين الدولارات، ليكون واجهة للسياحة في المملكة، وفقا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وتقول الصحيفة، إن حملة “زوروا السعودية” تبحث عن نجوم لامعين لدعم الحملة، وأن ميسي هو “الهدف الأبرز”.
وقرار اللاعب الأرجنيتيني بشأن الصفقة المقدرة بملايين الدولارات، متوقع، وفق الصحيفة، الشهر المقبل، لكن أسر المعتقلين ناشدوا ميسي رفض الصفقة.
وأضافوا في رسالة مفتوحة “أنت مصدر إلهام للملايين.. وإذا قلت نعم لزيارة السعودية فأنت في الواقع تقول نعم لجميع انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث اليوم في المملكة العربية السعودية الحديثة”.
وفي ذات العام، أعلنت السعودية إطلاق مشروع سياحي ضخم يهدف إلى تحويل عشرات الجزر ومجموعة من المواقع الجبلية على ساحل البحر الأحمر إلى منتجعات سياحية فخمة.
لكن هذه التغيرات ترافقت كذلك مع حملة قمع للمنتقدين والمعارضين، ما أثار مخاوف من قبل مستثمرين، خصوصا في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول في 2018 على أيدي عناصر سعوديين.
وأوضحت رسالة أسر المعتقلين أن “السعودية إذا أرادت أن تظهر للعالم أنها قد تغيرت، فعليها أن تبدأ في إصلاح حقيقي، وإنهاء إساءة معاملة النشطاء السلميين”.