رِحابُ الأُفقِ أسلمَ للظلامِ
وأجفانُ الأنامِ إلى المنامِ
وقرَّ الناسُ إلا عينَ باكٍ
يُفتشُ دُرةً وسط الركامِ
يقولُ وقد تعفَّر في ثراها
أيا بدراً هوى قبل التمامِ
إلى المحراب يا زهراءُ قومي
صلاةُ الليل آنتْ لا تنامِي
وأنّى يا عزيرةُ أن تقومي
وجسمك مُثخن والجراح دامي
وهل سَلِمتْ بجسمك من ضلوعٍ؟
وهل سلمت بجبنك من عظام؟
وأني للصريعة من نُهوضٍ
وأنى للكسيرة من قِيام؟
فواها للعزيزة ثمَّ واها
أيُحمل نعشُ فاطم في الظلام؟
أليس لها بطيبة من قريب
وفي عُنقِ الصحابة من ذِمام
قد اتخلست وكانت في جواري
وليلي لا يهم إلى تمام
فلا جُرحي يعود الى التيام
ولا صبري يعود الى زِمامي
رماني الدهر لمّا أن رماها
باقسى ما يُسددُ للمرام
وسرعان الزمان طوى سناها
وفرق بيننا سيف الحِمام
ولولا الغالبون على زمان
جعلت مزارها أبدا مقامي