في ظل ما يعيشه العالم اليوم من رعب حقيقي امام فايروس ليس من صلاحية العين المجردة رؤيته، و صعوبة متفاقمة في كيفية تطوره بهذه الصورة العجيبة، رغم انه ليس كائنا حياً و انما يكسب هذه الصفة ابان دخوله في الخلايا الحية التي تمكنه من التكاثر واصابة اي خلية داجل الاجسام الحية.
نجد ان المصابين به وحتى السليمين يتعرضون الى كمية كبيرة من اليأس و التشاؤم و فقدان الرغبة بالعيش، والتي انتقلت اليهم قبل اصابتهم من وسائل متعددة ولعل اساسها الاحصائيات اليومية للمصابين او الذين انتهى بهم الامر الى الموت، و لذات السبب نجد الاطباء و المختصين يحضون الناس على عدم فقدان الامل و الالتزام بالوقاية اللازمة.
اذ ان الايحاءات المحببة تزيد من المناعة و هذا حقا ما اثبته الدكتور سيروف تروسكان عام ١٩٥٦: ” ان عدد الكريات البيض يزداد ١٥٠٠ وحدة اذا ما اوحي الى المرضى بانفعال محبب” و هي ذاتها التي تشكل خطوط دفاعية للجسم من الامراض.
فضلا ان اي فكرة ولو كانت عابرة تخزن في اللاوعي حتى يصدقها الانسان على انها حقيقة محضة، و بالتالي يكون هناك تبعات ولو يسيرة على النفس البشرية التي تتميز بترافتها وسهولة تقبلها للتشاؤم.
اذكر في بداية تعرض والدي لفايروس كورونا كنا جميعا من الملامسين له، و امكانية اصابتنا بالمرض جدا عالية وقتها كان الجو الطاغي هو مزيج من اليأس و التشاؤم، فصار الجميع يستشعر انه مريض حتى ان البعض من اخوتي وانا منهم بدأت تتهيأ لنا ان الاعرض ظهرت علينا و بعد ايام قلائل تبين انها انفلونزا عادية و ليست كورونا.
و الحق هذا ماذكرني بمعلومة مهمة في مقدمة كتاب في الباراسايكولوجي للدكتور ريكان ابراهيم أن: “الانفعالات الاكتئابية تمارس تأثيرا ضارا على فيزولوجيا الانسان كما على حالته النفسية -لذلك تظهر اعراض المرض الذي يخشى منه على بدنه ونفسه – اما الافكار المهدئة و التفاؤلية فتساعد الجسم ذاته على استعادة توازنه” الامر الذي يجعل بعض المرضى يتماثلون الشفاء ولو كانت حالتهم خطرة.
و ليس ضرورة ان يكون التشاؤم هو مصدر لزحف المرض الينا بدنفسياً، قد يكون الامر تخاطريا لاسيما بين الام وأبنائها او اي عزيز له مكانة خاصة في قلوبنا، اذ ان هذا التخاطر يولد طاقة كهرمغناطيسية بين المرسل و المستلم كما في قصة الرجل الذي استيقظ صباحا وهو يتوجع من اسنانه فذهب الى الطبيب فلم يجد الطبيب شيئا في السن الذي شكى منه، و في صبيحة ذلك اليوم اتصلت به والدته لتخبره بأنها اقتلعت احدى اسنانها ولاول مرة بعد سنين طويلة، واتضح فيما بعد ان سن الرجل الذي اوجعه هو في تناظر مع ذات السن التي اقتلعتها امه.
واي كان مصدر الداء فله دواء كما جاء عن لسان امير المؤمنين علي (عليه السلام) : لكل علة دواء.