قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، ان النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، بعث ليكون قدوة واسوة لنا، لتنطبع حياتنا بحياته، فلو سردوا لنا قصص وعبر عن الجنة لا نتأثر بقدر ما نتأثر عندما نرى قدوة أمامنا في حياتنا الدنيا.
واضاف سماحته في كلمته في الاحتفال الذي اقيم بمناسبة ولادة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله وسلم، في جامع الامام موسى الكاظم عليه السلام بكربلاء المقدسة، وتابعتها مجلة الهدى، “ان الناس يلتفون حول الشخصية المضحية في سبيل الله، وهو ما جسده النبي الاكرم عندما قطع رحمه في الله وأجهد نفسه وبذل كل شيء خدمة للدين وللرسالة السماوية.
واشار سماحته الى اصدار الرسوم المسيئة للرسول، وكيف اهتز العالم الاسلامي احتجاجاً وغضباً على تلك الاساءة، فقد جرت التظاهرات من اقصى البلاد الاسلامية الى اقصاها، وقاطع المسلمون البضائع الفرنسية وغيرها من الاجراءات، وهي تؤكد على ان امتنا ما تزال أمة حيّة نابضة بالحياة والحب لرسو الله.
وقال سماحته لو ان المسلمين اتخذوا رسول الله قدوة لهم كإنسان لما كان وضعهم على ما هو عليه، فالنبي قال لمن طردوه من بيته وحاصروه وتسببوا في موت أعزائه مثل زوجته خديجة عليها السلام وعمه ابو طالب، قولته المشهورة: اذهبوا فأنتم الطلقاء، فأين هذا العفو وهذا التسامح والخلق العظيم في العالم، مشيرا حول ذلك الى مقام به ذلك الرجل الارهابي الاحمق بقتل المعلم المسيء للرسول الاكرم، حسب ظنه انه يدافع عن الرسول، ولكن فعله هذا دفع بالحكومة الفرنسية المدعية الدفاع عن الحرية الى اغلاق 50% من المؤسسات والمدارس الاسلامية في فرنسا، بل ان الرئيس الفرنسي دافع عن الاساءة وعن الرسوم المسيئة، قبل ان يتراجع عن موقفه.
وبين سماحته ان العالم عرف النبي الاكرم بأخلاقه قبل منهجه وما يزال المفكرون في العالم اليوم يؤكدون ان العالم كله سيحكمه المسلمون، وكتب احدهم بأن من مئة شخصية مؤثرة وبارزة أبرزهم واعظمهم هو النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم.
وقال سماحة المرجع المدرسي علينا معرفة شخصية الرسول الاكرم، وان نعرف شخصيته من خلال زيارته وتأمل كلماته ودلالاتها، فهي مشحونة بالعقائد، كما انها تعطينا الرؤية الصحيحة للعالم.
وتابع سماحته كما ان علينا ان نبلغ عن رسول الله وأن نبني صفاته، وأن نساهم في طباعة الكتب عن حياته وسيرته، مضيفا ان من جملة اخلاق النبي تبني الايتام والاهتمام بالأطفال، فهو كان يسلم عليهم.
وحول مسؤوليات الحوزة العلمية في هذه المرحلة، دعا سماحته تلك الحوزات الى ان تتولى زمام القيادة في الامة، داعياً تلك الحوزات أيضا الى ان تكون قدوة في الخير قبل ان تكون مبشرة له، مؤكدا على ان تكون اخلاقنا ومواقفنا وسلوكنا مطابقة لما كان عليه رسول الله.
وأكد سماحته على ضرورة تجديد مناهج التربية والثقافة، ففي بعض دول شمال أفريقيا هناك مراكز تعليمية وتربوية الى جانب المدارس الحكومية تسمى “الخلوات”، وهي تعمل على تحفيظ القرآن الكريم وتفسيره وبيان الاحكام، لافتا الى ان الناس هناك يحبذون ارسال ابنائهم الى هذه الخلوات.
وفيما يتعلق بالعراق، قال سماحته اننا بحاجة الى تحديد هوية واحدة، فهنا كل يتكلم عن انتماءه، منوها الى انه كان قد طالب في وقت سابق بان يكون الجيش العراقي بوتقة تنصهر فيه كل الولاءات ضمن هوية وطنية واحدة، وهذه مسؤولية الحكومة والوزرات المعنية.
وشدد سماحته على دعوة المجتمع الى العمل والكدح، لا أن يبحث عن الوظيفة ثم ينتظر الراتب بداية كل شهر، فلا يجب على الانسان ان يأكل أكثر مما يعطي، داعيا في ذات الوقت الى الاهتمام بالاقتصاد والزراعة والفكر والابداع.
وختم سماحته حديثه بدعوته لعلماء الدين في العراق الى ان يتولوا قيادة العراق الى مستقبل افضل، مبينا بالقول ” هذا هو دورنا ومسؤوليتنا ولن يأتي شخص آخر يتولى هذه المسؤولية بدلاً عنا.