صُدِم المعاق جاسم رسول القادم من الناصرية بعربته المدولبة وهو يرى احد دولايبها قد تمزق في مدخل مدينة الديوانية واصبح دفعها من قبل ولده ثقيل جدا، فتحير كيف يجد حلا لها، ووقف هو وولده واليأس قد دب في نفوسهم، وبدأ يندب حظه بصوت مسموع.
ووسط حيرته اقبل عليه شاب من اهل المدينة وعند استفساره عن سبب توقفه وحيرته حتى ابلغه على الفور ان هناك مصلحا للعربات في موكب على الشارع الرئيس في الديوانية وكان هذا طوق النجاة للمعاق وولده الذي انقذه كما انقذ النساء والاطفال من اصحاب العربات.
خبير بتصليح العربات
منذ اربع سنوات نصب وليد حاكم كشكا صغيرا على طريق الزائرين في موكب بمدينة الديوانية وباشر بتقديم خدمة تعتبر نادرة على طريق الزائرين، وهي اصلاح العربات بمختلف انواعها، وقف وهو الخبير بالصيانة العامة لينقذ مئات الزوار الذين تعطلت عرباتهم في طريق الزائرين وخاصة ممن لا يملكون المال لشراء عربات جديدة، مشيرا الى ان تصليح العربات عمل تخصصي وهي خدمة متعبة ونادرة ونحن نساعد زائري اربع محافظات جنوبية ووسطى بهذا المجال مجانا، علما ان اقل تكلفة لاصلاحها يبلغ عشرة الاف دينار ويقدر حجم الاموال واجور التصليح خلال مدة العمل في الموكب بخمسة ملايين دينار، داعيا اصحاب المواكب الكبيرة في مختلف المحافظات الى تقليص حجم تقديم الطعام والانفاق عليه وفتح ورش مماثلة للحاجة الماسة لها.
واشار الى ان التصليح يشمل عربات الاطفال التي يتعطل ويستهلك فيها إطاراتها بسبب سوء استخدامها وتحميلها باغراض واطفال اكثر من الوزن المقرر لها وعربات المعاقين وأبرز ما يعطل فيها هي الاطارات وممسك اليدين وموضع وضع الرجلين، وهي اكثر عربة يعتبر اصلاحها معقد ومتعب هي عربة المصاب بالشلل الرباعي، ويؤكد ان الاجر والثواب لم يتوقف عندي بل شاركني احد التجار في توفير الادوات الاحتياطية للعربات بعد استيرادها من الصين بعد تحديد الحاجة لها، ويستمر السيد وليد بالقول انه يعمل 13 ساعة يوميا، بعد ازياد الزوار المحتاجين لهذه الخدمة ومعرفتهم لمكان عملي، فضلا عن نشر اعلانات ترويجية عنها في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
اسكافي متطوع
ما ان تنظر الى وجهه حتى ترى حجم التعب والكد الذي لقيه الاسكافي عماد حسين سعدون في عمله وحياته فهذا الرجل الذي إسود لون بشرته من الشمس وضع عربة حديد وبداخلها كل مستلزمات تصليح الاحذية منذ سبع سنوات في موكب بمدينة الديوانية ليقدم خدماته مجانا دون مقابل، ويقول خلال حديثه له، انه في كل عام في الزيارة الاربعينية استعد واوفر كل مستلزمات تصليح الاحذية الرجالية والنسائية والحقائب واجلس هنا في الموكب لاخدم الزوار لان الكثير من الزوار تتعرض حقائبهم واحذيتهم الى الضرر ويصعب معها سيرهم، فاقوم بادامتها من مالي الخاص وابقى في الشارع لمدة سبعة ايام تقريبا، وتتراوح اعداد الزائرين المحتاجين لخدماتي بحدود خمسون زائرا يوميا، واقوم بتوفير الدبان والسحابات واللاصق، واكثر شيء يتضرر هو سحاب الحقائب، وتكونت لي صداقات وعلاقات مع الزائرين من البصرة والناصرية والسماوة، فضلا عن اهالي الديوانية وبعضهم يمر للسلام علي واخذ صور ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي.
سعدون يذكر موقفا غريبا مر به وهو يبتسم وهو قيامه باصلاح حذاء لاحد الزائرين وما ان عرف انني اعمل مجانا حتى بكى ونزلت دموعه واصر علي بان اقبل بالزواج من ابنته.