المرجع و الامة

المرجع المُدرّسي متحدثا عن زيارة الأربعين:

قال سماحة المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المُدرّسي – دام ظله – إن مراقد اهل البيت، عليهم السلام، وإحياء الشعائر لاسيما الحسينية، وبخاصة ايام عاشوراء وزيارة الاربعين المليونية، تمثل توفيقاً عظيماً ونعمة كبرى …

قال سماحة المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المُدرّسي – دام ظله – إن مراقد اهل البيت، عليهم السلام، وإحياء الشعائر لاسيما الحسينية، وبخاصة ايام عاشوراء وزيارة الاربعين المليونية، تمثل توفيقاً عظيماً ونعمة كبرى تستوجب منا شكرها والحفاظ عليها، ولتكون يوما بعد آخر صورة ايمانية وحضارية تنعكس على واقع حياة مجتمعنا في شتى جوانبه.

واكد سماحته في جانب من كلمة له خلال استقباله حشداً من الزائرين واصحاب المواكب والهيئات الحسينية قبيل ايام من انطلاق حشود زيارة الاربعين نحو كربلاء المقدسة، إن:

«كل زائر من هذه الحشود لمرقد السبط الشهيد يرجو بكل تأكيد أن يكون من هؤلاء المهتدين بنور مصباحه وراكبي سفينته الناجين بإذن الله، ولكن لابد للكل منا لكي يحظى بأفضل موقع في سفينة النجاة، وأن يسعى جاهداً لكي يتشرف بصبغة الامام الحسين، عليه السلام، فلا يرجع من الزيارة إلا وهو قد تعطر بمسك أبي عبد الله، واستضاء قلبه بنوره، وامتاز خُلقه بما اكتسبه من خُلقه العظيم، عليه السلام».

وتابع سماحته: “إننا نأتي إلى قبر السبط الشهيد عليه السلام، ثقالاً بالأوزار، ونعود بإذن الله و فضله خفافاً طاهرين، فلنتزوَّد بالعزم الراسخ والنية الوافرة حتى لا يغرّنا الشيطان مرة أخرى، وإنَّ دعاءنا الذي نرجو أن يُستجاب تحت قبته، عليه السلام في طف كربلاء، هو أن نحظى بصبغة الحسين وأولاد الحسين، وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين، عليه السلام”.

واوضح سماحته أن: «صبغة الحسين عليه السلام هي صبغة الله تعالى ومن أحسن من الله صبغة، إنها صبغة القرآن والدعاء والصلاة والتقوى والخلق العظيم، والجهاد في كل ميادين الحياة، فهو بكل معانيه حصن الأمة، و السور العالي الذي يحفظ أرضنا وعرضنا وقيمنا ومقدساتنا وأبناءَنا من كل ظالم ومعتد وطاغية جبار.

وفي هذا السياق اكد سماحته أن علينا أن نعود من الزيارة المباركة «بقبس من عرفان سيد الشهداء، عليه السلام، الذي أشرق نور الرب في فؤاده حتى أصبح ذلك المصباح المنير الهادي، فإذا أردت أن تكون حسينياً حقاً فاسع لكي تكون متميزاً في العرفان الإلهي، فإن الإيمان بالله – سبحانه – ومعرفة أسمائه الحسنى هو المعراج إلى كل فضيلة، ولذا وأنت في مرقده حيث يُستجاب فيه الدعاء، اسع بكل جهدك لكي تحصل على قبس من هذه المعرفة، وأجعل من منهجك الإستزادة منها بكل وسيلة ممكنة، عبر النظر إلى آيات الله في الآفاق وفي نفسك، وبتلاوة كتاب الله والتدبر في تجليات الرب فيه، وكذلك بالصلاة الخاشعة، وهكذا بالإخلاص في كل عمل صالح تقوم به».

كما أكد سماحته على ميدان الخُلق الكريم والعظيم، وقال: «إنَّ مثلنا كمثل الذي يتعرَّض للشمس لكي يستفيد منها دفئاً وضياء، كذلك فإننا كلما التصقنا بنهج سيد الشهداء عليه السلام، تعالينا في أخلاقنا، وتميزت شخصياتنا، وتكاملت حياتنا، وأصبحنا، وكأننا نولد من جديد.

وختم سماحته بالقول: «أيها الإخوة؛ أيتها الاخوات:

لقد خَلَقَنَا الله في أحسن تقويم، ولكن بسبب ذنوبنا قد يردَّنا إلى أسفل سافلين، وعلينا أن ندعوه سبحانه بأن يعيدنا إلى حيث كنا بأحسن تقويم، بفضل زيارة سيد شباب أهل الجنة عليه السلام، ويومئذ نستضيء بمصباح الهدى ونركب سفينة النجاة بإذن الله وفضله تعالى».

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا