أصدر عدد من علماء الدين الشيعة في البحرين بيانًا أكدّوا فيه على “ضرورة إطلاق سجناء الرَّأي السِّياسي في البحرين قبل وقوع المحذور إن دخل الفايروس للسجن”، محذرين من تبعات إهمال السلطات للدعوة التي أطلقها آية الله الشيخ عيسى قاسم من أجل الإفراج عن السجناء السياسيين.
وجاء في البيان “إِنَّ مَن يستشعر الخطر قبل حدوثة هم القِلَّةُ مِمَّن يحملون الحرصَ الشَّديد والهم الأكيد والبصيرةَ الثَّاقبة”، مؤكدا “إِنَّ المسؤولية الشَّرعية تُحتِّم على كلَّ مسؤولٍ يحمل عقلًا راجحًا وحِرصًا صادقًا على خير الوطن وأهله أن يُبادر بالنُّصح والتَّحذير من الخطرِ ولا ينتظر وقوعه”.
واوضح البيان أنّه “إنْ لم يكن دافع للاستجابة لحقوق السُّجناء السِّياسيين في الحرِّية وهو حقٌّ ثابتٌ شرعيًّا ودستوريًّا، فلا أقل من التَّعامل بمسؤولية في ظِلِّ انتشار الوباء المجهول الذي لا زالت تبعاته مجهولة. والوقاية مِمَّا يُعلم نتائجه واجب عقلًا فكيف بمجهولٍ قد يكون أعظم كارثيَّةً في نتائجه مِمَّا هو عليه اليوم” لافتا الى “أنَّ الحساب الأمني ليس مستبعدًا في حسابات مواجهة هذا الوباء المستجد عند كلِّ الحكومات الجادَّة بالعالم”.
وكان ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين قد اصدر، يوم الخميس الماضي، بيانًا تعقيبًا على البيان الصادر من سماحة الفقيه آية الله الشيخ عيسى قاسم، والذي حذّر فيه من مخاطر إبقاء المعتقلين في السجون في ظلّ تفشي فيروس كورونا، مؤكّدًا أنّ الإفراج عنهم هو حقّ دينيّ ودستوريّ ووطنيّ وإنسانيّ لهم.
وأكّد الائتلاف في بيانه أنّ ملف معتقلي الرأي في سجون النظام الخليفيّ في البحرين هو القضيّة الحيّة والمستمرّة على مدار الساعة، إذ إنّها الأخطر في ظلّ انتشار وباء كورونا الذي صنّفته منظّمة الصحة العالميّة بالجائحةن موضحا أنّه تزامنًا مع هذه المخاطر، بادرت دول العالم إلى الإفراج عن عدد كبير من سجنائها، ولو مؤقّتًا، بهدف عدم انتشار هذا الفيروس بينهم، وإصابتهم بالمرض إلّا النظام الخليفيّ الذي ما زالت سجونه تكتظّ بالآلاف من معتقلي الرأي يعيش أغلبهم في ظروف صحيّة ومرضيّة صعبة خاصّة كبار السنّ منهم، والمصابين بأمراض مزمنة، مستنكرًا خطوته الخبيثة في ترويج قرار الإفراج عن السجناء على نطاق واسع بينما هذا الإفراج لم يشمل إلا عددًا قليلًا جدًّا من السياسيّين مقابل الجنائيّين والمجرمين وأصحاب السوابق، ومن جنسيّات أجنبيّة، في تجاهل سافر لأرواحهم وغير آبه بمشاعر ذويهم والرأي العام.