سماحة المرجع المُدرّسي: فلنحول نهضة الامام الحسين(ع) الربانية الى صبغة للحياة وصياغة جديدة لمجتمعنا
ايام الحسين(ع) يجب أن تقربنا الى بعضنا وتحذف الحواجز المصطعنة التي يرسمها الشيطان بيننا
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
قال سماحة المرجع الديني آية العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)، إن المناسبات العظيمة في الاسلام، كشهر محرم وعاشوراء الحسين عليه السلام، هي «مناسبات كأنهر وروافد طاهرة مُطهِرة ندخل فيها جميعا، وهذه فرصة ورحمة، والامام الحسين(ع) كجده رسول الله (ص) رحمة للعالمين .. فتعالوا لندخل الى هذه المناسبة، وقد ندخل ملوثين بالذنوب مثقلين بالعيوب، فتعالو نخرج من هذه المناسبة خفافا من الذنوب وهدفنا ان نسعى جهدنا لأن تكون علاقتنا مع الاخرين علاقة الرحمة والتحابب والتشاور والتواصي والتعاون فيما بيننا، وهذه هي العناوين الرئيسية التي يوصي بها الله تعالى الامة في آيات كتابه المجيد.. ».
واضاف سماحته في محاضرته الاسبوعية بجامع الامام الكاظم(ع) في مدينة كربلاء المقدسة، وبحضور جمع غفير من السادة والمشايخ من اساتذة وطلبة الحوزات العلمية، والخطباء، ووفود الزائرين، أن«هذه نعمة ابينها واقول بكل صراحة، ربما بعض الناس علاقتهم مع بعضهم في الايام العادية علاقة عادية، ليست ايجابية ولا حيوية، لكن حينما يأتي محرم وامثاله من المناسبات العظيمة ترى علاقته مع الاخر عضوية تعاونية، لذا فنحن لابد ان نتخذ من شهر محرم وخاصة من الايام العشرة الاولى من هذا الشهر الفضيل، وسيلة لاعادة صياغة انفسنا ومجتمعنا بحيث نستطيع ان نشكل المجتمع و الامة التي يريدها الله تعالى بقوله (وكذلك جعلناكم امة وسطا)، و اقول أن راية الامام الحسين (ع)، شهر محرم وعاشوراء يوحدنا، المؤسسات والهيئات الحسينية التي نجد علاقات الافراد فيها علاقات طيبة، فيتعاونون مع بعضهم تعاوناً عفوياً وغير قائم على المصلحة وانما على الحب والرحمة والاحسان، ويفكرون جميعا ان ينجحوا هذه الهيئة، ان يرفعوا هذه الراية، راية ابي عبد الله الحسين (ع) خفاقة في كل افق، فأقول يااخواني، لكل فرد منا، اذا كانت علاقتنا بالامام الحسين (ع) جيدة ،وبالموالين و محبي ابي عبد الله علاقة جيدة، فيا اخواني لنجعل هذا نموذجا دائما، هذه العلاقة يستمر فيها كل منا ليس فقط في شهر محرم او صفر، بل يستمر بها وينقلها لباقي الشهور ايضا، حاولوا ان تحولوا هذه المسيرة الالهية مسيرة ابي عبد الله الحسين (ع) الى صبغة للحياة، الى صياغة جديدة لمجتمعنا، وهذا يبدأ مني ومنك ومن صاحبي وصاحبك ».
واضاف،« فنحن يجب ان تكون من اهدافنا وغايتنا تلك الغاية المثلى والهدف الامثل، وهي ان نقترب الى بعضنا ونحذف الحواجز المصطعنة التي تفصل بيننا، تلك الحواجز الظاهرة وغير الظاهرة، تلك الاهواء والحواجز التي يرسمها الشيطان بيننا، فيعمل خطوطاً وهمية اوخطوطاً حمراء، ليقول بعضنا انا لا اتعامل مع هذا، و هذا من فلان عشيرة وهذا من فلان حزب وجماعة، وامثال هذه التوافه..، فيما الله تعالى خلقنا سواسية كأسنان المشط، وهذا التعالي والتنابز والتفاخر ليس من شيم المؤمنين، الانسان لايجب أن يتخذ علمه او منصبه او امواله وغير ذلك، وسيلة للتكبر والتجبر على الاخرين، اي نعمة من نعم الله تعالى يجب أن لا تزيدنا الا تواضعا ولا تزيدنا الا تعاونا مع الاخرين ومحبة لهم ..، فنسأل الله ان يجعلنا من هؤلاء العباد الصالحين وان نسعى في هذه المناسبات الالهية المباركة ان يكون هناك تحول عظيم في مجتمعنا، وحتى لو كان هناك تحول ووعي من عدد قليل، يكون ان شاء الله بادرة خير للمستقبل.. ».
|
|