خطباؤنا الكرام.. اقبل المحرم فما انتم قائلون ؟
|
عدنان فاخر
ها نحن معا في رحاب شهر محرم ، في رحاب كربلاء الحسين (ع) ،تنظر عيوننا الى حناجركم الكريمة وهي تعبر عن مشاعر لم تستطع الدهور ان تخفيها او تختزلها،وستتوجه عقولنا الى افكاركم،تستبصر عظمة الذكرى،وهي مابين تلك المشاعر الحزينة وتلك الافكار العظيمة،ترجو القربى لله تعالى. للخالق الذي عرفه صاحب الذكرى كما عرفه من قبل جده وابوه، فطفق يقدم له ما يملك ويهيم في طاعته وليس طاعة المخلوق لخالقه بل طاعة الحبيب لحبيبه.
خطباؤنا الكرام: ها نحن خلفكم نبحر معا..وتقودنا مجاديفكم..لنعرف كيف هي الحياة التي جسدها صاحب الذكرى..وهو مقطع بسيوف قوم لم يعرفوا الحياة يوما ما.. لهذا.. أردت ان افكر معكم بصوت عال ومسموع.
تأكدوا..ان لكم حضورا وجمهورا لم ولن يجتمع لغيركم ابدا..فماذا انتم قائلون؟ .
فأوصلوا رسالة الانبياء التي اراد ان يوصلها صاحب الذكرى في نهضته، وتأكدوا..ان لهذا الحضور عقلايفكر..ويناقش..ويتعجب..ويستفهم..واخيرا يقرر. فأنظروا..كيف تخاطبوا هذه العقول ؟. ولابد لنا جميعا ان نعلم ان لصاحب الذكرى صرخة عظيمة مدوية..ينتفع بها الجميع..مهما اختلفت مشاربهم ومذاهبهم..وان ما تقولون ستسمعه الدنيا بأكملها.. فأوصلوا الفكرة الصحيحة الكاملة.. والصالحة .. الى كل زمان ومكان..فكونوا عالميين في طرحكم..كما كان صاحب الذكرى عالميا في طرحه ونهضته، ولنؤسس في اذهان الامة بأسرها بان هذه النهضة تختلف عن غيرها..ولن اقول مثيلاتها.. لانها ليس لها مثيل على مر الدهور والعصور..فهي حلم كل عامل من الانبياء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقا..
ان هذه الذكرى هي رسالة الاسلام.. وإمامة امام.. فهي شامله لحياة الانسان.. فيها الفكر..وفيها العاطفة.. وهي بالتأكيد الهداية..فلا تختزلوها..وهي لن تختزل يوما ما. وتأكدوا..ان هناك فكرا عظيما اراد صاحب الذكرى ان يوصله..فانظروا كيف ستجسدونه، هذا الفكر يحتاج الى ان يذوب الانسان فيه..بحركته وسكونه..وشعوره.. حتى يؤثر في الاخرين..
وأخيرا..وهو المهم..يجب ان نعلم أن صاحب الذكرى هو امام معصوم.. يهدي للتي هي أقوم.. ولهذا يجب ان نكون امناء في طرحنا على ذكراه وقضيته وهمه.. لهذا يجب ان يكون الهدف الرئيس من طرحنا هو الهداية والاصلاح وكل الجوانب الاخرى هي مساعدة لهذا الهدف وهذه الهداية.. وان كنا واقعيين لابد لنا ان نؤمن باننا لا نملك كهذه القضية والذكرى رصيدا.. فكل مانملك منها.
عزيزي الخطيب..ان ثقافة هذه الامة في هذا الزمان..هي ثقافة منبر هذه القضية وهذه الذكرى..وهي محصورة بين اذهانكم الصافية وحناجركم الكريمة..فالله الله بهذه الامة وثقافتها.. اطرحوا الاصلاح قضية...كما كان الاصلاح قضية صاحب الذكرى..
اعتذر كثيرا ان اوجه من هو افضل مني وان سولت لي نفسي في الكتابة.. فهي من باب وذكر المؤمنين..
اللهم إني آمنت بمحمد النبي..ولم اره فلا تحرمني في الجنان رؤيته. والحمد لله رب العالمين.
|
|